في الاستفتاء السنوي التي تجريه مجلة «إسكواير» الفنية الأمريكية الشهيرة، اختيرت الممثلة «تشارليز ثيرون» لتكون حاملة لقب «أكثر امرأة مثيرة في العالم» لعام 2007، وذلك بفضل جمالها الأشقر المبهر وعيونها السماوية اللون الأخاذة، وربما المفارقة التي لطالما شلت الصدمة للكثيرين هي كون هذه الشقراء الجميلة من أصول جنوب إفريقية. إلا أن ما يتفق عليه الجميع هو البراعة والموهبة التمثيلية الفذة التي أظهرتها «ثيرون» في تأديتها لمختلف الأصناف الدرامية، وربما كانت المفاجأة براعتها وشهرتها في تأدية أدوار الشريرة والفظة السيئة التي أوصلتها لتحصد جائزة الأوسكار عن دور امرأة مجرمة بشعة ألغت فيه كل جاذبيتها. ولدت «تشارليز ثيرون» في 7 أغسطس 1975 بضاحية بينوني- جوهانسبرج - بجنوب إفريقيا، وكانت الطفلة الوحيدة لأبوين من البيض، حيث إن والدها من أصل فرنسي ووالدتها من ألمانيا، في وقت كانت بلادها لا تزال تعاني من سياسة الفصل العنصري. وفي طفولتها ألحقها والداها بدروس للباليه برعت فيه، وفي سن ال15 تعرضت تشارليز لموقف عصيب قلب حياتها رأسا على عقب، فقد لقي والدها مصرعه على يد والدتها بعد أن حاول الاعتداء عليها وهو مخمور، ولم تتم إدانة الأم. وبعد ذلك انتقلت «تشاليز» إلى ميلانو الإيطالية حيث تعلمت وأصبحت عارضة أزياء، لكنها تركت عرض الأزياء وعادت إلى الباليه حبها الأول، الذي قادها إلى نيويورك لتقوم بالرقص مع أحد الفرق، لكن لسوء الحظ تحطم حلمها عندما أصيبت في ركبتها، فقررت السفر إلى لوس أنجليس حيث لم تكن تعرف أحدا هناك، وهنا لعبت الصدفة دورها، فخلال تواجدها في أحد البنوك بلوس أنجليس لصرف شيك أرسلته لها والدتها، رفض موظف البنك صرفه لها فحدثت مشاجرة لفتت نظر وكيل للفنانين كان موجود، فأعجبه أداء «تشارليز» فعرض عليها دورا في فيلم مشترطا أن تجيد الإنجليزية بشكل تام، وهو ما دفعها لمشاهدة العديد من المسلسلات التليفزيونية لكي تجيد التحدث بالإنجليزية بلكنة أمريكية. في 1994 ظهرت «تشارليز ثيرون» لأول مرة في عالم السينما، وذلك في دور صغير جدا في فيلم «أطفال الذرة»، لكن في عام 1996 تعرف الجمهور على هذا الوجه الجميل في فيلم «يومين في الوادي»، بعد ذلك عرض على ثيرون أن تشترك في «محامي الشيطان» عام 1997 حيث شكل الفيلم تذكرة عبورها إلى النجومية، وهنا ظهرت بعدها في عدد من الأفلام المتنوعة مع كبار النجوم ك«محكمة ورعب»، «الغوريلا»، «زوجة رائد الفضاء» مع جوني ديب، «لعبة الغزلان» مع بن أفلك، «رجال الشرف» مع روبرت دي نيرو، والفيلم العاطفي «نوفمبر الحلو»، إلى أن فجرت في عام 2003 رائعتها التمثيلية «الوحش» التي حصدت عن دورها فيه جائزة أوسكار أفضل ممثلة رئيسية، بالإضافة إلى 12 جائزة أخرى. ثم ظهرت بفيلم «العمل الإيطالي» وفيلم «رأس في الغيوم». وإلى جانب التمثيل، خاضت تشارليز أيضا تجربة الإنتاج، حيث أنتجت في عام 2006 فيلما تسجيليا بعنوان «شرق هافانا» تناول أوضاع الجيل الحالي من الشباب الكوبي من خلال مطربي موسيقى الراب والهيب هوب. وإذا كان يقال إن الجميلات لا يقمن وزنا للسياسة، وهو ما تثبت «تشاليز ثيرون» عكسه، إذ لطالما عرفت بمناصرتها للقضايا المحقة وبمعارضتها الشديدة للحرب على العراق.