اضطر عدد من الزعماء الذين تمت الإطاحة بهم على مدى الأعوام ال30 الماضية إلى الفرار على عجل تاركين وراءهم أدلة مادية تشهد على الفترة التي حكموا فيها بلادهم والثروات والبذخ الذي كانوا يعيشون فيه. إلا أن كثيرا من تلك الثروات تتعرض للنهب على أيدي الغاضبين أو اللصوص الذين لم يتركوا حتى مفاتيح الإضاءة بالقصور التي أصبحت محتوياتها الثمينة أثرا بعد عين. وكانت قصور الرئيس العراقي صدام حسين مطمعا للكثيرين بعد الإطاحة به في 2003 حيث استهدف اللصوص قصره في تكريت وحملوا لوحات وأثاثا وأبسطة حريرية فارسية ومزهريات وثريات وتذكارات مثل الأوراق التي عليها شعار المكاتبات الرئاسية. كما جردوا قصر الفاو في الحلة من كل ما له قيمة. كما استهدفوا أكثر قصوره ترفا وكان يطل على نهر دجلة وانتزعوا الأبواب وأجهزة التكييف ومراوح السقف ومفاتيح الإضاءة. وفي ليبيا بعد أن احتل المعارضون مجمع باب العزيزية في طرابلس عثروا على مسدسات مطلية بالذهب وطاردة ذباب من ريش الطاووس يعلو مقبضها فيل من الذهب. وفي الفلبين حين فر الرئيس الأسبق فرديناند ماركوس في 1986 عثر مسؤولو الجمارك بأمريكا على 24 حقيبة سفر بها سبائك ذهب ومجوهرات من الألماس مخبأة في أكياس حفاظات. كما عثروا على شهادات لسبائك ذهبية بمليارات الدولارات. كما تجلى البذخ في إسراف زوجته إيميلدا التي خلفت وراءها 15 معطفا من فراء المنك و508 قفازات وألف حقيبة يد وما يصل إلى ثلاثة آلاف زوج من الأحذية. أما الديكتاتور الروماني نيكولاي شاوشيسكو الذي أطاحت به ثورة شعبية في 1989 فقد أنفق أكثر من ثلاثة مليارات في بناء قصر الشعب ثاني أكبر مبنى من حيث المساحة في العالم بعد وزارة الدفاع الأمريكية، وثالث أكبر مبنى من حيث الحجم. وبدأ العمل في المبنى عام 1984 وتطلب أكثر من 20 ألف عامل و700 مهندس معماري. واستخدم نحو 3500 طن متري من الكريستال في 480 ثريا. وقد حولته الحكومة الرومانية إلى مبنى للبرلمان. وكان تشاوشيسكو هرب مع زوجته، إلا أنه لوحق ثم حوكم من قبل عدد من ضباط الشرطة العسكرية وصدر عليه وزوجته إلينا حكم بالإعدام في أسرع محاكمة لديكتاتور في القرن العشرين حيث أعدم مع زوجته أمام عدسات التليفزيون .