هكذا تأتي بلون البياض ك استفاقة صبح ووشوشة ليل تأتي محملة بالعطر تحملك عبر عبقها لتتلمس البتلات عندما تحرك «مبسمها» فتأخذك ليس سقوطا مثل شلال منهمر، إنما تأخذك مثل نسمة تحركها ذرات هوائها وسلطان حنجرتها فتجزم حينها أنك معلق بين كل الأشياء التي من الممكن أن تتيح لك تلك الخاصية مثل الطائر عندما يمد جناحيه للتحليق. لا شيء يضاهي تلك اللحظة الساحرة الملونة بالطيف فتتمحور هذه اللحظة بأن تكون مركزا لتمارس الدوران حولها، حتى تنساب كغصن زيتون في فضاء رحب ساعدها السماع المرهف والإحساس العذب لتزهق من خلالها تلك الأصوات الناشزة التي لا تستحق الذكر. حاملة لواء رسالة «طربية» لا تقبل التنازل عنها ولا التحييد فتمارس من خلال حنجرتها بساطة تجعل لديك شيئا من الاعتقال المعلل. بسرعة الضوء يتم الاندماج السايكولوجي بين حبالها الصوتية وطبلة أذنك لتغادر شوائب الإذاعات الممتلئة بالغث والسمين «والبسبس ميو» وأشياء أخرى «مكركبة» أميمة الخليل قنبلة مزروعة في خاصرة الإسفاف، سنبلة تدرك عطاءها وموسم حصادها ورغيفها لتتمسك بشيء من حرية الأحلام واحتمالات التحقق قيود أنامل مارسيل تصاحبها في جزئية من ملحمة كتبها محمود درويش الابن البار للقضية الفلسطينية لتتغنى بها وبنوت خاصة: نسيمك عنبر.. وأرضك سكر وإني أحبك.. أكثر يداك خمائل ولكنني لا أغني.. ككل البلابل فإن السلاسل.. تعلمني أن أقاتل أقاتل.. أقاتل. لا حدود للألق في ثلاثي شائق: كلمة ولحن وصوت فلا تتمالك حينها إلا الانطلاق وثبا فيميل رأسك طربا بهدوء بهدوء شديد، حتى تصل لنقطة العمق لتردد معها: نسيمك عنبر.. وأرضك سكر وقلبك أخضر..! وإني طفل هواك على حضنك الحلو.. أنمو وأكبر! فأي تناسق يتنامى فيما تردد «أحبك أكثر» أميمة الخليل من عضوة في فرقة الميادين إلى قطعة من فيروز فأسراب الطيور تغادر في صوتها لتحيك لنا ظاهرة صوتية تنعم بها الأذن ويستأنس بها القلب ما بين «عصفور طل من الشباك» مرورا ب«قلت بكتبلك» ووصولا لشاطئ «وإني أحبك.. أكثر».