سئل الشيخ صالح المغامسي في برنامج يبث مباشرا من قبل أحد المتصلين قائلا: كيف أكون مخلصا يا شيخ؟ فأخذ شيخنا الفاضل نفسا عميقا وأتبع: يجيبك المخلصون! تلك الدقيقة في البرنامج أذهلتني، وذهبت لمشاهدتها مرات عدة في ال«يوتيوب»، يا الله يا شيخنا كم تمنيت أن أجمع كل المسؤولين والوزراء والأمناء وأجعلهم يتلقون درسا عظيما لو عملوا به لأصبحنا بخير. كل الأعمال الكبيرة والإنجازات الناجحة كان خلفها أشخاص مخلصون لها، فلو أننا استندنا على الإخلاص في حياتنا وأعمالنا لتمت أمورنا على «أشرف» وجه، ولتوقفنا حينها عن تناقل آخر إنجازات إقليمنا وأول تقنيات اليابان بفرح لهم وحسرة على ما نحن فيه، وانشغلنا بالأعمال التي تقوم لدينا. ولا يشترط أن تكون مديرا أو مسؤولا أو حتى أمينا حتى تكون مخلصا، بل تستطيع ممارسته مع ذاتك، مع أبنائك وأنت تربيهم وتغرس هذا الشيء فيهم «حتى إذا كبروا غدا وتأذى المجتمع من خيانتهم له»، في مجتمع عملك البسيط، وعلاقاتك، حتى أمنياتك حين تكون لديك ويكون أكبرها خالصة لصلاح نفسك ومجتمعك، فالإخلاص من الفضائل التي أوجدت في النفس البشرية لو عملنا به جزءا من شخصيتنا واحتضناه في دواخلنا لما احتاج المجتمع اليوم إلى جهات مكافحة الفساد. شباب ال«يوتيوب» الصاعد؛ لأن أعماله كانت لها أهداف ناجحة، ونية خالصة نجحت تلك الأعمال لا بمجرد عدد المشاهدات بل بردات الفعل وتلك الأيادي التي لا تزال إن ذكرت أعمالهم صفقت لهم بكل امتنان، مع أن أعمالهم كانت بسيطة جدا، لم تحتج لملايين الأموال، ولا تخطيط أو دراسات، لكنها وصلت للمجتمع دون تكلف، ولامست الجرح فطاب حين أحس أن هناك من يحمل هم وجوده في نفس هذا المجتمع، في حين أن كثيرا من الأعمال التي تطلبت الكثير من الأموال، وانتظار لا تتم في الغالب أو تتم على غير المتوقع والمنتظر والمخجل. الأمل كبير جدا بفتيات وشباب اليوم فهم قادمون بثقة من عقيدة وأخلاق لديهم، وثقافة هم صنعوها لأنفسهم ولحاجاتهم، ترغب بمجتمع أسمى، الكل سواء فيه، والكل يعمل لأجل الكل.