نعم لا حدود للاخلاص وإنما لحدود المملكة رجال، فإن اخلاص كل إنسان لا يقف عند حد معين لأن الشرط الأساس لقبول الله العمل الاخلاص فهو الدين الذي لا يقبل الله ديناً سواه قال تعالى (وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) البينة آية 5.فالاخلاص لغة: النجاة، والمخلص الذي وحد الله تعالى خالصاً، قال ابن منظور اخلص دينه لله أي امحضه وسميت سورة الاخلاص بهذا الاسم لأنها خالصة في صفة الله تعالى ويكون من عمل بها قد اخلص التوحيد لله عز وجل وكلمة الاخلاص هي كلمة التوحيد وقيل (الاخلاص التوقي من ملاحظة الخلق حتى عن نفسك (والصدق) هو التنقي من مطالعة النفس فالمخلص لا رياء له والصادق لا اعجاب له، ولا يتم الاخلاص إلاّ بالصدق ولا الصدق الا بالاخلاص ولا يتمان إلاّ بالصبر) فهذا تلازم يحتاج إلى تأمل. ولذلك حث الشرع عليه وأوجب على المسلم مراقبة نفسه قبل مراقبة غيره، والحرص كل الحرص على الاخلاص في القول والعمل لأن ذلك يعود على المخلص بالدرجة الأولى ومراتب المخلصين عند الله هي العليا وقد يرى المخلص أثر اخلاصه في الدنيا من صلاح حاله ومن حوله. فأقول ان الاخلاص كما أشرت إلى أهميته لكل إنسان أينما كان وعلى أي ثغر يعمل، أما بالنسبة لكم (يا رجال حرس الحدود) فتتأكد أهميته، حيث انكم تقفون على حدود بلاد الحرمين الشريفين أطهر بقعة في العالم وما وضعتم في هذا الموقع إلاّ دفاعاً عن المسلمين القاطنين والمقيمين والقادمين للحج أو العمرة أو غيرهم فمواقعكم تتطلب بالدرجة الأولى مراقبة الله والصدق معه في أداء الأمانة وما أعظمها حين تكون خالصة لوجه الله، فابشروا بالمنزلة العظيمة في الدنيا والآخرة لأن ذلك من ثمرات الاخلاص الذي ينجو به المرء من عذاب الآخرة ويفوز بنعيم الجنة.