ليس غريبا أن ينقسم الشارع الرياضي السعودي بعد التعادل مع تايلاند هذه الانقسامات التي تتأرجح بين الغضب والرضاء، إلا أن الغريب حقا والمؤسف هو استمرار تحميل أسباب التأخر النقطي السعودي ل«ياسر القحطاني» فقط، رغم أن الأخير لم يشارك في الهزيمة الوحيدة التي تلقاها المنتخب حتى الآن أمام أستراليا، وظهر في مباراة أمس، كأحد أكثر اللاعبين فاعلية ورغبة في هز الشباك، إلا أن هناك من يتعمد اختزال قضايا المنتخب وأسباب تردي مستواه في «ياسر» فقط، رغم أن هؤلاء هم أنفسهم الذين رسموا لنا صورة «محمد نور» وكأنه المنقذ الحتمي للمنتخب في مسيرته نحو كأس العالم لنحقق تحت قيادته أسوأ نتيجة لنا في مبارياتنا الرسمية مع تايلاند طوال تاريخ المنتخب السعودي وهي التعادل السلبي.. أحيانا أشعر بأن ثمة خطة تآمرية منظمة تجاه ياسر القحطاني المهاجم السعودي الأبرز في العشرة أعوام الماضية.. لأنني أرى شيئا من هذا التآمر على أرض الواقع.. ولكم أن تتخيلوا أن جميع محللي القنوات الرياضية بعد مباراة أمس ركزوا في هجومهم على «ياسر» فقط في انتقائية تكشف لنا أن مثل هؤلاء لا يمكنهم نشر الوعي الرياضي المطلوب في الأوساط الرياضية.. وأن مثلهم تماما مثل تلك الجماهير التي تغضب بمجرد ضياع هجمة واحدة وتحكم من خلالها على مستوى اللاعب.. ولو أننا نزلنا لنفس المستوى الذي نزل إليه بعض المحللين عندما طلبوا بانتقائية مكشوفة إعادة بعض الهجمات التي أضاعها ياسر رغم عدم تقصيره بها، لقلنا أيضا إن «محمد نور» القائد الجهبذ أضاع برعونة أخطر فرص المباراة على الإطلاق.. وعندما أقول ذلك فهو للأسف قول غير محبب للنفس لكن لا أدري ما هو سر تركيز الجميع على «ياسر» بهذا الشكل الذي لا يمت بأي صلة لأدبيات التحليل والنقد والموضوعية والمنطق.. ياسر هو المهاجم الأفضل ولو تراجع مستواه قليلا.. لكنه يبقى أفضل الموجودين حتى لو سجل غيره مليون هدف في الدوري السعودي. أعيدوا الأمور إلى نصابها فيما يتعلق بالذائقة الكروية الحقة لكي ننصف هذا النجم الذي قالوا عنه مرارا وتكرارا إنه انتهى لنكتشف رغم ذلك أنه هو الأفضل بإمكانياته الفنية العالية.. لأن الوقوف مع «ياسر» يعني دعم منتخب الوطن قبل أي شيء.