الواقع يقول إننا متأخرون جدا في معرفة ماهية الاحتراف الحقيقي، ومتناقضون لدرجة كبيرة في آمالنا وأحلامنا وتطلعاتنا التي تتأرجح يمنة ويسرة دون تحديد أهداف منطقية من شأنها التقليل من هذه العشوائية في قراراتنا، كما أن الواقع يقول إننا «نسمع بالتحفيز والتشجيع» ولم نصل بعد إلى الخلطة السحرية التي تؤجج الدافعية عند لاعبي المنتخب السعودي الأول.. ضحكت كثيرا وأنا أقرأ خبر مضاعفة المكافأة أربع مرات للاعبي الأخضر.. وكأن إدارة شؤون المنتخبات المبجلة وجدت أخيرا الحل وكشفت الداء قبل انطلاقة الجولة الثالثة من التصفيات.. أي فكر هذا الذي يجعلنا نعود إلى الوراء ونستنجد بالأساليب التحفيزية التي عفى عليها الزمن.. والتي لم تضف شيئا للكرة السعودية؟! فمنذ أن عرفناها ونحن من «جرف لدحديرة».. أيعقل يا سادة أن يحضر هذا الفكر في هذا الزمن؟! اللاعب السعودي لا يريد مكافآت.. تشكك من ولائه ودافعيته لخدمة الوطن، ولا يريد مالا يضعه تحت ضغط نفسي.. هو يحتاج إلى إدارة وعقول تفكر بطرق إبداعية جديدة.. وتخلق لهم بيئة رياضية متفوقة، إلى متى ونحن نظن أن اللاعب السعودي لا يهمه سوى «الريال» ونتعامل معهم في جميع المناسبات على هذا الأساس. أبدا، يا سادة.. لاعبونا ليسوا جشعين، وليس من بينهم من تحرك من أجل إصدار هذا القرار، ولا يستغلون الفرص للمساومة والتلويح بورقة المكافأة.. لكنه من المؤسف جدا أن تكرس إدارة شؤون المنتخبات لمثل هذه العادات الخاطئة وتحرج اللاعب السعودي أمام الجميع وكأنه «قطة سمينة».. لا هم له سوى الأكل! هذا فكر رياضي متأخر جدا وهو ما ساهم في تمييع المشاعر الوطنية عند الكثيرين.. ابن الوطن عليه أن يخدم الوطن وفق واجباته المناطة به، ولا يجب أن يكون هناك رابط بين الوطنية والمال. نعم.. نحتاج للتحفيز والتشجيع، ولكن ذلك يجب أن يكون وفق منظور عصري متطور، بعيدا عن مضاعفة المكافآت والأساليب المحرجة للاعب السعودي.. فإدارة شؤون المنتخبات كأنها تقول للشارع الرياضي «شوفوا.. عطيناهم فلوس وما قصرنا معهم..!» يا سلام على الحلول العملية، وعشنا وشفنا!