أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن السديس أن «الدعوة إلى الله هي مهمة الأنبياء ودورها عظيم في المجتمع، وأن من مهامها أن تصل لعموم الناس في كل مكان وزمان، وأن تستثمر التقنية بكافة وسائلها لإيصال الدعوة»، معتبراً أن أغلب المواقع الدعوية اليوم تنشأ بجهود فردية وشخصية وبحماس أصحابها، وأنه لا زال هناك معاناة من الازدواجية في نشر الدعوة. وقال السديس في ورقة عمل قدمها أمس بجلسة الأمن الفكري في ندوة المواقع الدعوية السعودية: «يجب علينا التصدي لحملة تشويه صورة الإسلام، فهناك مايزيد على 10.000 موقع إلكتروني تهاجم الإسلام، ولها موازنة مالية تتجاوز بليون دولار، بينما يواجهها في المقابل 200 موقع إلكتروني يدافع عن الإسلام، وهذا فرق شاسع وكبير». وأضاف إمام الحرم المكي: «نحتاج أيضاً إلى إعادة النظر في مواقعنا، وتحصين الشباب من الأفكار الدخيلة والضآلة، ودفع الشبهات عن المسلمين في كل مكان، وأن نقوم بدعم المواقع الدعوية الحالية وتعزيزها أفضل لنا من إنشاء مواقع جديدة». وأكد الشيخ السديس أن هناك معوقات تواجه بعض المواقع الدعوية ومنها ضبابية الاتجاه وعدم وضوح الأهداف، ولايوجد لديها خطط استراتيجية تنفذها، معتبراً أن الاستمرار على ذلك سيضيع الجهود ويجعلها فوضى في مجال الدعوة. وأوصى الشيخ السديس في ختام ورقة عمله بضرورة توعية المجتمع بالمواقع الدعوية، وتدريب الكوادر الشبابية للتصدي للهجمات التي يتعرض لها المسلمون، وإشراف العلماء على هذه المواقع وإنشاء قنوات إسلامية متخصصة، إضافة إلى إنشاء مركز إسلامي يكون قاعدة رقمية دعوية على الإنترنت». من جهته، قال مدير مكتب الدعوة في محافظة الطائف الشيخ بدر العتيبي خلال مشاركته بورقة عمل أمس إنه من المهم أن يرد على المخالف بالرد الصحيح على شبكة الإنترنت، لأنها من أعظم واجبات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقال العتيبي: «مواقع الإنترنت اليوم أضحت أشد شراسة في الحراك الفكري، من الكتب والوسائل الأخرى، وهو ما يجب التأثير فيه للدعوة إلى الله تعالى». وقدم مشاركون في الجلسات الختامية لندوة المواقع الإلكترونية اقتراحاً بإنشاء إدارة للدعوة الإلكترونية وذلك في الهيئة الإدارية لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.