موسمان أمضاهما البرازيلي القصير إلتون خوزيه مع النصر، لم يبرحا ذاكرة أنصاره، وموسمان بعدهما حضر خلالهما اللاعبون في موقعين مختلفين، تسجلت بعض جوانبهما لدى جمهور الشمس قسريا. في يونيو 2007، تعاقدت إدارة النصر مع إلتون من نادي ستيوا بوخارست الروماني، ولم يخذل الجماهير. لكن في مايو 2009، أنهت الإدارة عقد اللاعب نهائيا، وسط دهشة جماهيرية، لا تزال مستمرة. لم تجد الإدارة وسيلة مناسبة للإقناع، سوى التعاقد مع من يشابه هيئته وأسلوب لعبه، فأتت بالأرجنتيني فيكتور فيجاروا، الذي أمضى موسمين وخرج دون ترك انطباع يشابه «حالة إلتون». المحاولة الثانية لتعويض التغييب المرفوض جماهيريا، فيما يبدو، للبرازيلي الماكر، الذي لا يتجاوز طوله 160 سنتيمترا، جاءت بالتعاقد مع لاعب من نفس النادي الروماني الذي أتى منه إلتون، وارتبط النصر الموسم الماضي مع أوفيدو بيتري، الذي يكاد يصل طوله إلى مترين «190 سنتيمترا». لم يفلح اسم فيجاروا ومحاولاته، ولا طول بيتري الفارع في إلهاء النصراويين عما فعله الداهية القصير بهم، خصوصا حينما تعاقد كإعارة مع الوصل الإماراتي في فبراير 2010، وصنع جرحا لا يقل طوله عن 160 سنتيمترا كطوله تماما. كان إلتون أحد أهم أسباب خروج النصر من دوري أبطال الخليج العام الماضي، بصناعته بعض أهداف الفوز الرباعي ب«زعبيل»، الذي استدعى الاحتكام لضربات ترجيحية، سجل منها ضربة الفوز الحاسمة. الجرح العميق «الطويل» لم ينته هناك في الإمارات، فها هو اللاعب يواصل جهده محليا مع الفتح، الذي انضم إليه في يناير الماضي، واستطاع في آخر مواجهة أمام النصر، أن يكون أحد أهم أسباب فقدان «الأصفر» لثلاث نقاط على أرضه، حينما عادل هدف السهلاوي، وقاد مع زملائه الفتح لصنع «جرح ثان»، بعيدا عن تلك الأغنية الشهيرة! لولا التعادل لما تحقق الفوز، إنها المعادلة المنطقية التي جعلت الفتح يصعد للمركز السابع، ويتراجع النصر إلى المركز ال11، ضمن رباعي المؤخرة مع نجران والرائد والأنصار. بشكل عملي، فوز النصر في تلك المباراة يعني صعودا إلى المركز الخامس، إلا أن التأثير «الساخن» الثاني لإلتون، صنع تلك الحقيقة المرة.. هل من انتباه؟