تتمتع زوجات الرؤساء في مختلف بقاع العالم بمكانة داخلية وخارجية مرموقة ويشاركن في المحافل الدولية برفقة الأزواج في ظل اهتمام ملحوظ بالأناقة والموضة، عنوان كل امرأة عصرية. وفي الآونة الأخيرة اتخذن من هذا العنوان سلاحا لتحقيق أغراضهن السياسية. وأصبحت الأزياء والحلي من الأدوات الدبلوماسية التي بدأ يظهر تأثيرها على الساحة. ومنهن من استخدمتها لخوض المعارك الانتخابية مع زوجها وأخرجته منتصرا، ومنهن من دعمت لشعبيته وكانت له حائط دفاع قوي؛ ومنهن من عززت أجندته الداخلية بتحسين الصحة والتعليم في البلاد، وعلى رأسهن سيدة أمريكا الأولي ميشيل أوباما، وهي خير دليل ناجح على دعم زوجة السياسي لصورة زوجها من خلال فساتينها وطلاوتها. وعندما التقت ميشيل بمضيفتها كارلا ساركوزي زوجة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أطلقت صحافة الموضة علي السيدتين في باريس لقب «توأم الأناقة» بعد أن وحدتهما الصدفة في اختيار الملابس بالرداء الأبيض على البساط الأحمر على هامش الاحتفالات بذكرى إنزال النورماندي ال65 في فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية. واستخدمت كارلا بروني خطوطا أنيقة وظلالا خفيفة من اللون الرمادي لتغير صورتها القديمة التي تناقلتها وسائل الإعلام عندما كانت عارضة أزياء ومغنية، إلى صورة مهيبة تليق بمكانتها سيدة أولى لفرنسا. وكان الصمت يلف سارة، زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق جوردون براون عندما دخلت إلى مقر رئاسة الوزراء عام 2007، فكانت تقف في الصف الخلفي وراء زوجها تحرك يديها بطريقة تعكس عدم ارتياحها في هذا المكان. واتضح ذلك بظهورها في صورة المرأة التقليدية من حيث الهندام والشكل والبنية الممتلئة، فالملابس الكلاسيكية ذات الألوان الداكنة باهظة الثمن التي كانت ترتديها أعطتها سنا أكبر وأظهرت الجدية والصرامة، ما أفقدها الإحساس بمعاناة البريطانيين في ظل الأزمة المالية والتواصل معهم. ولكنها عندما شعرت باحتياج براون لها أثناء الانتخابات العامة، هبت لإيجاد طريقة جديدة أخرجتها من صمتها كانت تتمثل في عالم الأزياء والموضة. وباتت المرأة القوية العصرية والنشيطة والأكثر تأثيرا بين الشخصيات النسائية. وعملت سارة على التواصل مع البريطانيين بصورة مباشرة وحرصت على أن تظهر أمامهم بشكل لائق، فابتعدت عن الملابس الكلاسيكية وأصبحت تواكب الموضة، وفي الوقت نفسه حرصت على اختيار الملابس غير الباهظة لمواجهة الأزمة الاقتصادية. ولكن رغم كل هذا خسرت سارة الحرب النسائية الصامتة..حرب الأناقة وتحسين الصورة، التي نشبت بينها وبين سامنثا زوجة رئيس الوزراء البريطاني الحالي ديفيد كاميرون التي خرجت على أثرها سامنثا منتصرة بملابس الحمل التي ارتدتها وكانت مناسبة لجسدها وأعطته مظهرا عصريا على الموضة .