مرّ يوم 9/9/2009 بسلام، إذا تجاوزنا ضحايا الإرهاب اليومي في العراق، وأخبار اسرائيل وغيرها بعد أن كان «خبراء» ومنجمون توقعوا نهاية العالم فيه على شكل انفجار حمى الخنازير أو حفرة سوداء تبتلع الكرة الأرضية بمن عليها وما عليها. وبما أن كثيراً من توقعات نهاية العالم يستند الى تفسيرات لسفر الرؤيا، وهو آخر أسفار العهد الجديد من الكتاب المقدس، فإنني أجد التركيز على الرقم تسعة غريباً لأن ما أذكر من قراءتي هذا السفر هو أن العدد ستة عدد نحس والعدد سبعة عدد خير أو حظ حسن، من دون دور محدد للعدد تسعة. المسيحيون الصهيونيون الذين يقرأون سفر الرؤيا بما يناسب خرافة خلاصهم على يدي المسيح العائد وهلاك بقية الناس وراء المسيح الدجال لهم مؤشر صعود على الانترنت. إلا أنني لم أصدقه وبالتالي لم أربط حزام النجاة وأنا في مقعدي في المكتب استعداداً للصعود، أو الهبوط الى حيث ألقت رحلها أم قشعم. غير أنني أعترف بأنني تابعت الموضوع باهتمام أكبر بعد أن قرأت أن الصين شهدت حوالى 18 ألف زيجة في ذلك اليوم، ما حطم الرقم القياسي السابق الذي سجل في 8/8/2008، مع أن الصينيين يعتبرون الرقم ثمانية رقماً سعيداً. كانت عندي أسبابي الخاصة لمتابعة 9/9/2009، فهو يوافق عيد زواجي الذي لم يؤدِ الى نهاية العالم، كما هو واضح من كتابتي هذه السطور ومن وجود من يقرأها. مع ذلك اريد ان أكون موضوعياً، كما تقتضي الأمانة المهنية، فأقول إنه في نهاية شهر العسل في سان تروبيه، أطلقت والعروس حرب 6 تشرين (اكتوبر)، وهي حرب انتهت بالتعادل، بعد كارثة 1967، فأدعي أن لي نصيباً في العبور البطولي. ما أخشى الآن بعد زواج ألوف الصينيين أن تطلق هذه الزيجات المستعجلة حروباً منزلية تفيض عن حدود الصين، على رغم السور المشهور الى كمبوديا أو فيتنام ويتكرر سيناريو الستينات. كنت أتابع زواج الصينيين من الصينيات وأسأل كيف يمكن أن يقع كل هؤلاء في الحب الى درجة الزواج في يوم واحد، ثم أسأل لماذا نقول «وقع» في الحب، بدلاً من صعد أو ارتقى في الحب، وهل السبب أن العاشق وقعته سوداء، فالغرام يعطل العقل حتى يفيق المصاب بعد فوات الأوان؟ وسألت أيضاً كم عدد الذين كانوا يتزوجون للمرة الثانية من بين الألوف المؤلفة يوم الأربعاء الماضي، وهل يدرك الداخل في زواج ثانٍ انه خيبة أمل مؤجلة، أقول إن الزوجة تريد أن تكون جريدة يحملها الرجل بيديه كل صباح، وهو يريد أن تكون جريدة يغيّرها كل يوم. بما أنني من قدامى المتزوجين، وسعيد جداً كما تقول لي زوجتي، فقد لاحظت في حفلات الزفاف أن العروس ترتدي فستاناً أبيض، دليل العفة أو الطهارة، وأن العريس يرتدي سترة سوداء، فهل اللون دليل، مرة أخرى، على أن «وقعته مهبّبة» أو أنه مقبل على المجهول؟ وأجد أنّني استرسلت، فقد بدأت وفي نيتي أن أعرض على القارئ مجموعة من الأخبار غير السياسية مع تعليقات سريعة عليها، إلا أن 9/9 ودوري فيه غلب على الاهتمامات الأخرى، فأكمل بهامش يجمع بين الزواج والسياسة. صحف لندن كلها نشرت الأسبوع الماضي خبراً خلاصته أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يختار حوله مساعدين قصاراً، وأنه عندما ألقى خطاباً في نورماندي بحث مساعدوه في المدينة عن مواطنين قصار القامة يقفون حوله للتغطية على قصر باعه، وكانت هناك صور ومقارنات بقصار وطوال عبر التاريخ. وجدت التغطية الخبرية البريطانية مجبولة بالحسد، فالرئيس الفرنسي، على رغم قصره، متزوج من كارلا بروني، عارضة الأزياء والمغنية الحسناء جداً، وهي أطول من زوجها برأس، وهذا قبل أن ترتدي حذاء بالكعب العالي. وهكذا ومع عدم وجود سيدة أولى بريطانية في طول كارلا بروني أو جمالها (الملكة اليزابيث أقصر من ساركوزي نفسه) فقد ذكّرتنا صحف لندن بأن الرئيس الفرنسي وقف في الاحتفال بالإنزال في نورماندي بين غوردون براون الذي يقترب طولاً من 180 سنتيمتراً، وباراك أوباما الذي يبلغ طوله 186 سنتيمتراً، وبدا ساركوزي بينهما مثل «الأربعاء بوسط الجمعة» كما نقول في لبنان. كنت صغيراً أسمع القول «كل قصير في الأرض فتنة، وكل طويل لا يخلو من الهبل»، ولا أعرف كيف فتن ساركوزي كارلا وسيسيليا قبلها، فلا بد من أن فيه مواهب تخفى على الناس مثلنا. والقارئ سيقبل، حتى لو أنكر، ان يكون قصيراً الى درجة انه إذا وقعت بيضة من جيبه ما انكسرت مقابل أن يتزوج كارلا بروني.