أجمعت شابات الأعمال بالمنطقة الشرقية على التأثير الكبير الذي تلعبه شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة في تعزيز الفرص الاستثمارية في قطاع الأعمال نظرا للشريحة الكبيرة التي باتت تستخدم هذه الشبكات من الجنسين في السعودية علاوة على سهولة الوصول إلى أكبر عدد منهم من دون تكاليف عالية، إلى جانب أن هذه الشبكات باتت ملاذا للهروب من شبح البطالة والوصول إلى أصحاب الأعمال بمجرد إعلانهم لوظائف شاغرة عبر هذه التقنيات. وأبانت نائبة مجلس شابات الأعمال وجدان السعيد خلال لقاء الديوانية أحد برامج مجلس شابات الأعمال بالمنطقة، أمس الأول، بغرفة الشرقية والذي تناول «أثر التواصل الاجتماعي على إدارة الأعمال» وسط حضور كبير من الشابات في المنطقة، أبانت أن الانتشار الكبير الذي حققته شبكات التواصل الاجتماعي يعود إلى سهولة وصول المعلومة إلى العموم، إلى جانب زيادة الثقة وزيادة المبيعات وانخفاض تكلفة الاتصال وانتشار أجهزة الحاسب والهواتف الذكية علاوة على سهولة الانضمام إلى الشبكات الاجتماعية كونها لا تحاتج إلا إلى تصميم مرن وقابل للتطوير. وأشارت السعيد إلى أن اهتمام أصحاب الأعمال بالشبكات الاجتماعية يأتي من قدرة الشبكات على زيادة نقاط التواصل مع المستهلكين وتعزيز الوعي بالهوية التجارية، إلى جانب تحسين وضمان جودة خدمة العملاء وكونها فرصة كبيرة لتسويق وبيع المنتجات والخدمات، إضافة إلى القدرة على استقطاب والتواصل مع الكفاءات وضمان الوصول للمعلومة بما فيها معلومات المنافسين، إلى جانب الترويج من خلال المشاهير. لافتة إلى أن أصعب مهمة تواجه صاحب العمل هي البحث عن الكفاءات، بيد أن الشبكات الاجتماعية سهلت هذه المهمة وجعلتها أكثر فاعلية. من جانبها أوضحت أمل الزهراني «شابة أعمال وصاحبة تجربة ناجحة في الاستثمار عبر الشبكات الاجتماعية» أن الاستثمار في الشبكات الاجتماعية أثبت نجاحه على الصعيد العالمي، مستعرضة لتجارب محلية وعالمية حصدت أرباحا عالية من خلال هذه التقنيات. مشيرة إلى أن استخدام الطريقة التقليدية في التسويق عبر الشبكات الاجتماعية لن ينجح، مشددة على إدخال أفكار متميزة وخلاقة في التسويق عبر هذه الشبكات، لافتة إلى أن الإعلانات في شبكات التواصل الاجتماعي تكاليفها أقل. مؤكدة على أهمية الاهتمام بتأهيل موظفي الخطوط الأمامية للشركات والمؤسسات التي تتعامل مع العملاء عبر هذه الشبكات، لافتة إلى أن النجاح ليس في حصد أرباح فقط بل يمتد ليعكس مدى قدرتك على بناء علاقة قوية مع العملاء. مشيرة إلى أن كبريات الشركات باتت تعي أهمية هذه الشبكات وبدأت تتجه إليها لأنه لا يوجد أمامها خيار آخر إلا التواجد فيها، وأضافت «استطعت تكوين فريق عمل عبر الإعلان عن وظيفة في تويتر وليس الإعلان بطرق تقليدية مما يعزز كفاءة هذه الشبكات للوصول إلى الموظفين أيضا وليس فقط العملاء». وأوضحت الزهراني أنه على الرغم من بساطة أدوات هذه الشبكات الاجتماعية «تويتر – فيس بوك- مدونات – يوتيوب» وكونها غير مكلفة إلا أن العمل من خلالها تجاريا يستدعي استراتيجية واضحة وخططا مرسومة حتى تخدم الشبكات الشركات والمؤسسات للوصول إلى الشريحة المستهدفة والترويج لمنتجاتها، لافتة إلى أهمية أن يهتم صاحب العمل من الجنسين بتقديم محتوى وليس تقديم إعلانات عبر هذه الشبكات إن أراد النجاح والانتشار. مؤكدة على أهمية تحديد الأهداف والاستراتيجيات المناسبة والأدوات المناسبة للعمل علاوة على إمكانية استخدام أدوات للقياس والتحليل بسهولة في هذه الشبكات مما يساعد على تغير الاستراتيجيات إذا لزم الأمر. وأكدت وجدان السعيد ل «شمس» أن الفرص الاستثمارية في شبكات التواصل الاجتماعي واعدة أمام شابات الأعمال السعوديات اللاتي إما أن يكن في طور النشء أو يعملن من المنزل؛ لذا فكيفية الوصول إلى العميل تستدعي التواجد في الشبكات الاجتماعية كون العميل موجودا أصلا، بيد أن الأهمية تكمن في كيفية استهدافه، مشددة على ضرورة متابعة الموقع وتحديثه والتجاوب مع العملاء ما يدل على مصداقية العمل، ولفتت وجدان إلى إحدى التجارب الناجحة وهي عبارة عن صالون صغير في لندن ربط موقعه بتويتر ومدونة خاصة به يكتب العملاء تجربتهم بكل شفافية مع الصالون وحقق نجاحات كبيرة وانتشارا واسعا، وتساءلت السعيد عن عدد الصالونات النسائية في السعودية التي استطاعت أن تستفيد من هذه التقنية. وعن أسباب تراجع التواجد التجاري في هذه الشبكات بالسعودية وخصوصا من شابات الأعمال أكدت السعيد أن هناك مجموعة من الناس لا تؤمن بجدية الشبكات الاجتماعية كون التويتر ارتبط بالظروف السياسية، والفيس بوك ارتبط بالترفيه، بيد أن الفرص الاستثمارية في تويتر والشبكات الاجتماعية واعدة وتحتاج إلى تسليط الضوء عليها بشكل أكبر، وفيما يخص الإعلان وقدرة هذه الشبكات من اقتطاع جزء كبير كعكة من الإعلانات أبانت السعيد أن الصحف لا توجد بها مقياس على مدى انتشارها «فكيف أتأكد من رؤية الجمهور الإعلان على عكس الشبكات الاجتماعية التي يوجد بها أدوات واضحة لتحليل من وصل له المعلومة وكيف، والعدد ومعلومات محللة بشكل أدق» .