لم تكتمل فرحة أبناء محافظة حفر الباطن بعد صعود فريقهم الكروي الأول لمصاف أندية الدرجة الأولى، حيث تم وأد هذه الفرحة وسلبها بطريقة مرعبة لجميع الفرق الطامحة وللجماهير الشغوفة بمتابعة أنديتها الرياضية وكرة القدم على حد سواء، فالفريق «البطناوي» الذي كان يحلم باللعب على أرضه وبين جماهيره أصبح يتنقل ويقطع مئات الكيلومترات حتى وهو المستضيف، و «ليتك يا أبوزيد ما غزيت..!» حالة مؤسفة يتم التبرير لها بكل بساطة وكأننا مغفلون لا نفهم شيئا ولا نعلم كيف تدار الأمور..! فمثل هذه المتغيرات المفاجئة لا يمكنها أبدا أن تحدث بمحض الصدفة، حتى ولو حاول البعض إقناعنا بأن الظروف هي التي حكمت هذا الحكم القاسي على فريق الباطن الطامح وجماهيره العاشقة لناديها التي بدأت تفكر في الاستقرار في محافظة الزلفي حتى تستطيع أن تساند فريقها وتقف إلى جانبه وكأن حفر الباطن من كوكب آخر لا يمكن لمواطنيها أن يحصلوا على أبسط حقوقهم بمشاهدة فريقهم ومساندته والوقوف معه، كيف لنا المطالبة بتعميم ثقافة التنافس الرياضي على النشء في جميع مدن ومحافظات المملكة ونحن نرى هذا التمييز الواضح لمحافظة عن أخرى الذي تقع فيه الرئاسة العامة لرعاية الشباب بين الفينة والأخرى؟ للدرجة التي بدأت تقل فيها معدلات الشغف الكروي عند الكثير من الشباب في المناطق التي يقال إنها نائية وهي في الحقيقة تقع في قلب الوطن.. يقولون إن ملعب التعليم غير جاهز، والسؤال لماذا أصبح بهذه السرعة غير جاهز بمجرد صعود الفريق للأولى رغم أن الباطن خاض عليه مبارياته في الثانية؟! أم أن اللعب في الدرجة الأولى يتطلب نوعية خاصة من العشب والزراعة؟.. أعلم تماما لمصلحة من يحدث كل هذا، وكيف صدر قرار إيقاف تجهيز أرضية ملعب التعليم بمحافظة حفر الباطن؟ وكيف ازدهرت حركة الفنادق والشقق المفروشة في محافظة الزلفي؟ أما غير هذه التفسيرات فيمكنني القول إن هناك من يتعمد حرمان الباطن من اللعب على أرضه من أجل تعطيل طموحه نحو الصعود للممتاز لكي لا يقع مسؤولونا في المزيد من الحرج على اعتبار عدم وجود ملعب ومنشأة رياضية لصالح هذا النادي، والله يعين على خط «الزلفي»..!