«للعائلات فقط، يمنع اصطحاب جوالات الكاميرا..، جمل كثيرا ما تتردد في المتنزهات العائلية التي أسقط منها نصيب الشباب، وفي معظم التجمعات النسائية على اختلاف المناسبات. وبما أن الممنوع مرغوب، والنفس تشتهي ما لا تطيق، فإن أساليب المنع كلها لا تجدي مع وجود العقول التي اعتادت صنع الحيل، وإيجاد الطرق والأساليب الثانوية للوصول إلى مرادها. وهو المراد الذي لم يكن لذاته مغريا أو مستحقا حتى للسعي وتمني الوصول، لولا ثقافة ترديد «لا، ويمنع» والتي تحفز دوافع التحدي خصوصا إذا ما عدم البديل، وقصرت سلطة المانع عن المنع المطلق. ما سمي ب«التظاهرة» في بعض المنتديات وصفا للتجمع الغاضب للفتيات بجامعة أم القرى مثلا.. لم يكن قابلا للنشر الموثق بالصوت والصورة دون وجود الكاميرات الممنوعة بالجامعة، والتي دعمت الخبر بالمقاطع المصورة من داخل وخارج الجامعة، أمر كهذا لم يكن ممكن النشر لو السلطة الجامعية طالت تلك العدسات، خاصة مع منعها دخول الصحفيات حسبما انتشر. حب «كسر الكلمة» ومتعة تجاوز المسموح إلى الممنوع لا تستغرب في مرحلة عمرية تتسم بالجموح، لكن متى كان ذلك «الممنوع» معقولا ومتماشيا مع طبيعة وسمات العصر، وجدت القناعة وقل التعدي. «متى حصل الإنسان على ما يريد من له مال إلى غيره»..، عبارة اختتمت بها إحدى وريقات تقويم قلبتها منذ أيام، ورأيتها واقعية إلى حد كبير في كثير من الأشياء التي قد نسعى إلى تملكها بشتى الطرق، لنزهد عنها حين يظللها الاعتياد.