شن لاعب القادسية السابق والوطني حاليا عايد البلوي، هجوما عنيفا على إدارة نادي القادسية الحالية برئاسة عبدالله الهزاع بسبب الظلم والتعامل غير الاحترافي – على حد وصفه – الذي تعرض له إبان تمثيله الفريق في الموسمين الماضيين، ووقوفها ضده حينما طالب برواتبه المتأخرة التي وصلت إلى ثمانية أشهر ولم يتسلم منها سوى راتبين فقط. وكشف البلوي، الصعوبات التي واجهها منذ تمثيله الفريق، ومحاولات الإدارة للتأثير فيه وفي نفسيته حينما ترصدوا له، ووضعوا العراقيل أمامه، مشيرا إلى أنه بات لاعبا غير مرغوب فيه داخل النادي. البلوي اختار «شمس» ليبوح بكامل أسراره في حوار مطول، بعد حصوله على مخالصة نهائية مع القادسية، فإليكم أبرز ما جاء فيه. عدت من حيث أتيت إلى ناديك السابق الوطني، فهل نقول إنك حققت كل طموحاتكم إلى الآن؟ دون شك أن نادي الوطني يمثل بيتي الثاني الذي ترعرعت فيه منذ نشأتي الكروية حتى انتقلت فيما بعد إلى الأهلي وبعد ذلك تمت إعارتي للوطني حينما كان يلعب في الدرجة الأولى حتى ساهمت مع بقية زملائي في صعوده لدوري الكبار وخضت معه موسمين حققنا في أول موسم بدوري زين مستوى طيبا ولكن نظرا إلى الظروف المادية التي مرت بها الإدارة ألقى ذلك بظلاله على آمال الفريق ليهبط ويعود مجددا للدرجة الأولى ثم انتقلت إلى القادسية لموسمين ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث استطعنا البقاء في آخر لحظة وفي الموسم الماضي جلبت الإدارة أسماء لها ثقلها لم تعرف كيف توظف إمكانياتهم ونجا الفريق من الهبوط بقرار اتحاد الكرة، ولم يبق منهم هذا الموسم سوى ثلاثة أو أربعة لاعبين. كيف وجدت تعامل الإدارة القدساوية؟ للأسف كان تعاملهم سيئا، وغير احترافي، بل غير احترامي تجاه اللاعبين. وما أبرز الصعوبات التي وجدتها من إدارة النادي؟ لم أجد منهم سوى الوعود الوهمية، وأسلوب القمع الذي مارسوه تجاه لاعبي الفريق، وكذلك التخبط الإداري والاحترافي. وضح أكثر؟ على سبيل المثال، حينما طالبت بحقوقي من رواتب متأخرة تصل إلى ثمانية أشهر لدى الاتحاد السعودي لكرة القدم بطريقة نظامية، وجدت أن رئيس النادي عبدالله الهزاع وقف في وجهي، أضف إلى ذلك أنني وجدت تزويرا تحت اسمي موقعا على مسيرات اللاعبين في النادي وهي مكافآتنا في مباراة الهلال التي تعادلنا بها في الرياض. المهم حينما جئت لاستلام حقوقي في الاتحاد السعودي أبلغوني بأنه لم يصل لي سوى راتبين فقط حتى إنني فوجئت بأن بدل السكن غير موجود. بعد ذلك أبلغني أحد مسؤولي الاحتراف بالاتحاد السعودي بأني لن أستطيع الحصول على المخالصة النهائية لكي أتمكن من التسجيل في الوطني إلا بعد توقيعي على هذين الراتبين، فاضطررت إلى أن أوقع على مضض حتى تسير إجراءات تسجيلي. وماذا حصل بعد ذلك؟ لم أجد الحماية الكاملة حتى من وكيل أعمالي السابق محمد الخليفة الذي أخذ مستحقاته المالية كاملة من النادي بعد انتقالي للقادسية، على الرغم من أنه كان يفترض بأن يسعى في حصولي على التزاماتي المالية الخاصة أيضا ويدافع عن حقوقي وهذا كان مصدر استغرابي، فللأسف وجدته ضدي وليس معي وبدلا من أن يكون عونا لي أصبح فرعونا علي. أضف إلى ذلك أنني تعرضت لإصابة في النادي وتحصلت الإدارة على تقرير طبي من ألمانيا يفيد بأن فترة علاجي الطبيعي هناك ستمتد إلى ثلاثة أسابيع وبالفعل ذهبت وتعالجت حتى شفيت منها وعدت لمشاركة الفريق. ولم أصمت حيال الأمر وعدت لأخاطب الإدارة في استلام حقوقي المتأخرة من مقدم عقد ورواتب أربعة أشهر، ومنذ ذلك أصبحت منبوذا في نظرهم، وبدؤوا يتصيدون أخطائي حتى إنهم وجهوا لي أول إنذار معللين ذلك بأني لم أصافح مدرب الفريق آنذاك البلغاري ديمتروف حينما استبدلت في مباراة الفتح بالدوري، على الرغم من أن علاقتي به كانت سمنا على عسل، وكان الاحترام متبادلا بيننا ولم يحدث أي خلاف. لقد كان المدرب مغلوبا على أمره، وكانوا يتدخلون في عمله ويضعون خطة المباراة على أهوائهم، فكان أي قرار يصدر يقف وراءه الجهاز الإداري وليس الفني حتى في عملية الخصم على اللاعبين، حتى عادوا من جديد وأكدوا لي أن مستواي هابط واستبعدوني من التشكيل الأساسي، لذلك أيقنت تماما أني شخص غير مرغوب فيه داخل النادي، وكرهت المجال الرياضي بسبب تعاملهم معي، ولكن في النهاية راجعت نفسي وأحببت العودة لتمثيل فريقي السابق الوطني لما لقيته منهم من احترام وترحيب كبير. وكيف كانت علاقتك مع لاعبي القادسية؟ شهادتي فيهم مجروحة، حتى علاقتي مع أبناء الخبر المخلصين أمثال المشرف الاجتماعي والثقافي السابق محمد النهدي، ومدرب المصارعة الوطني عياد الشمري، وأسماء آخرين وجدت منهم كل الولاء وحب النادي، لقد كانوا أقرب لي أكثر من قربهم لأناس داخل الفريق، وأشكرهم على مواقفهم معي. ولماذا تعاملك الإدارة بهذه الطريقة؟ لأني لا أخشى قول الحق، وللأسف أني طالبت بحقوقي فصرت شخصا منبوذا حتى من هم على شاكلتي في أندية كبيرة يصبحون كذلك، وبودي أسألك هل هناك لاعب محترف ويلعب في دوري محترفين توقفت رواتبه ثمانية أشهر؟ فأين حماية اللاعب؟ ومن يضمنها له؟ وأي ثقافة يتعاملون بها؟.. للأسف أنها ثقافة تخريبية وهدم للرياضة. من تقصد بالضبط؟ أقصد رئيس النادي عبدالله الهزاع، ومن حوله، مثل: المشرف العام على الفريق عبدالعزيز الموسى، ومدير الاحتراف عبدالوهاب الزهراني، فهم لا يخافون الله في أنفسهم، ولهم طرق وأساليب احترافية في التمويه. ألم تكلف محاميا للدفاع عن حقوقك؟ بالفعل كلفت محاميا وطلبت منه المرافعة للحصول على حقوقي، وللأسف أنه لم يلق ردا من النادي، حتى طلبت منه حفظ حقوقي من قضية تزوير توقيعي على مسيرات مكافآت اللاعبين خوفا من دخولي في قضايا أخرى لا علاقة لي بها، لأن الشخص الذي تجرأ ومثلني في التوقيع دون علمي قد يفعلها في أماكن أخرى، وبالفعل وصلت القضية عند شرطة الخبر واستدعوا أشخاصا من الإدارة للإدلاء بأقوالهم، ومع ذلك انتظرنا ولكن صدمنا بعدم وجود حل نهائي أيضا. أيقنت بعد ذلك أن أشخاصا في النادي دون تحديد أسماء بدؤوا يبحثون في خصوصياتي وتحديدا في جوازات جسر الملك فهد وكأنهم يريدون أن يعرفوا ما إذا كنت أذهب إلى البحرين من ورائهم أم لا؟ ولكن لا حياة لمن تنادي. الحمد لله أنني ابن حمولة و«متربي» ولك أن تسأل أشخاصا عن أخلاقياتي وتعاملي مع الجميع على الرغم من أني لا احتاج إلى شهادة من أحد. إذن كنت «مظلوما» في النادي؟ نعم.. ولله الحمد خرجت من النادي براية بيضاء، حتى إني تعاملت مع الرئيس الهزاع موقف الرجال.. فخلال رحلتي العلاجية في ألمانيا أرسل لي مبلغا لكي أحضر علاجا لوالده من هناك فلما جلبته معي تفاجأت بأنه وضعه ضمن الحسابات المسجلة علي، ولكني رضخت للأمر واحتسبت الأجر من الله، ولكن أن يوقف رواتبي المتأخرة فهذا ليس من حقه، وما دام أنه ظلمني فإني أقول له عبر منبر «شمس» إن الظلم ظلمات يوم القيامة يا هزاع. هل أنت «نادم» على احترافك بالقادسية؟ لست نادما لأني أتيت لهذا النادي بناء على رغبتي الشخصية، فقد أحببت النادي ككيان، وفضلته على كثير من العروض الأخرى التي كانت تفوق عرض القادسية، وبناء على سمعة رجالاته السابقين أمثال الرئيس السابق وعضو شرفه الحالي جاسم الياقوت والعضو الشرفي الفعال أحمد الزامل والذين لم أواجههم بل كنت أسمع عن مواقفهم الإيجابية وتشرفت بمعرفتهم حينما شاهدت أفعالهم في مناسبات مختلفة. ولكي يعرف القارئ صفاء نيتي مع الإدارة وتضحيتي من أجلهم فقد أرجعت لهم شيكا بمبلغ 100 ألف ريال وهو يمثل جزءا من حقوقي تقديرا للوضع المادي من أجل صرف رواتب موظفي النادي وتعهدوا بأنهم يعيدونها لي في وقت آخر فقبلت بذلك وانتظرت حتى أعادوه لي. برأيك، لماذا رحل غالبية اللاعبين عن النادي هذا الموسم؟ مثلا، مدافع الأهلي المعار محمد أمان لم يحبذ البقاء في النادي بسبب تذمره من التعامل الإداري وفضل الرحيل إلى الرائد، ومثله عبدالعزيز فلاتة الذي انتقل إلى النصر ليلحقه خالد الغامدي، وأيضا سلطان اليامي إلى التعاون، وأحمد الصويلح إلى هجر، وأسماء آخرون، رحلوا للأسف بسبب التعامل غير الاحترافي من المشرف العام على الفريق عبدالعزيز الموسى الذي كنا نراه في النادي يشرب الدخان على أرضية المضمار ويحتسي المشروبات الساخنة ويتحدث بهاتفه الخلوي ثم ما يلبث أن يغادر النادي حال انتهاء التمرين وتكرر ذلك في أوقات كثيرة، فلم يكن يحل مشكلاتنا بل كان يزيدها سوءا، فالتعامل الرياضي كان أرقى بكثير مما وجدناه في هذا النادي، والتي أضرت بالفريق وجعلته يصارع الفريق موسمين متتاليين. لو أتاك عرض انتقالي، فهل سترحل؟ لا أخفيك أنني أحسست براحة تامة بين أهلي وأصدقائي في تبوك، وللتو بدأنا مشوارنا في دوري الأولى، ولحسن نيتي فإن أمثل الفريق أساسيا وأقدم أفضل عطاء معهم، وسأسعى جاهدا مع بقية زملائي لتحقيق إنجاز الصعود والعودة من جديد لدوري الكبار، ولو تحقق لنا ذلك سأبقى مع الفريق ولن ألتفت لأي عروض أخرى، ما عدا ذلك سيبقى في علم الغيب ولا أعلم ما الذي يخبئه القدر؟ كلمة أخيرة؟ تمنياتي القلبية لنادي القادسية الذي يمثل واجهة أبناء الخبر التي أحببتها من كل قلبي، وأعتز بصداقاتي مع أهلها صغيرا أو كبيرا، وفي الوقت نفسه أتمنى من الإدارة القدساوية مراجعة نفسها، وأن تحترم النادي ككيان، وأن يحسنوا النية، ويكونوا قلبا أمينا على ممتلكاته، والأهم مخافة الله في كل شيء، متمنيا لكم دوام التوفيق .