أكد لاعب القادسية الغائب الحاضر ناصر السلمي أن إدارة ناديه حاربته و(طفشته) بشتى أنواع الطرق, حتى تم طرده من تمارين الفريق الأول، ومن ثم طرده من السكن الذي يقيم فيه. السلمي حاول التحمل والصبر إلا أنه - كما يقول - لم يعد يحتمل بعد طرده من سكنه، كما بيّن أنه لم يستلم حقوقه، ورفع بذلك شكوى للجنة الاحتراف، لكنه لم يجد الجواب حتى الآن؛ لذلك ناشد من خلال هذا المنبر سمو الرئيس العام التدخل ومحاسبة إدارة القادسية على (تطفيشه) وصرف حقوقه. السلمي فتح قلبه ل(الجزيرة)، وتحدَّث بحرقة وألم في هذا الحوار: o كنت أحد نجوم نادي القادسية لذلك وقَّعت معك إدارة القادسية عقداً يمتد خمس سنوات، لكنك بعد ذلك اختفيت عن الساحة، أين أنت الآن؟ - للأسف أقولها بكل مرارة وحسرة، أنا مطرود من نادي القادسية، ولم ينصفني أحد، لقد حاربوني، و(طفشوني)، وسلبوني حقوقي!! o ألم تكن ضمن الفريق الذي عسكر في بداية الموسم في مدينة أبها؟ - بلى، كنت مع زملائي في المعسكر، وكنت أتمرن بكل حماس وانضباط بشهادة جميع زملائي حتى بعد عودتنا من المعسكر، وبعد نجاح اللاعبين المحترفين في خط المقدمة بدأت رحلة التهميش العلني؛ فتصور أنهم يصرفون الرواتب لكل اللاعبين أمامي ويتجاهلونني عنوة، ومع كل ذلك كنت أصبر احتراماً للعقد المبرم فيما بيننا، وأعلم أن حقي لن يضيع حتى قاموا بسحب ترخيص سكني وطردي! o ومَنْ الذي طردك؟ وكيف تم طردك؟ - الإدارة علقت الموضوع على ظهر المدرب، وقالوا لي إن المدرب طلب تحويلي لفئة الأولمبي، وأنا بطبعي لا أحب المشاكل فتقبلت القرار، وهم بذلك القرار يحاولون (تطفيشي)، لكنهم لم يتوقعوا أبداً أن أقبل بقرارهم؛ فبدأت رحلة الإكراه بطريقة جلية للجميع؛ حيث منعوني بعد ذلك من التوقيع في مسيرات الحضور والانصراف، وطلبوا مني أن أعمل مخالصة وأتنازل عن حقوقي كلها؛ فرفضت، ومع كل هذا الإكراه استمررت في أداء التمارين مع الأولمبي دون أن أوقِّع في سجلات الحضور والانصراف وزملائي يشهدون بوجودي، وفي هذا الوقت رفعتُ شكوى إلى لجنة الاحتراف، وأخطرتهم بحرماني من التوقيع؛ حتى لا يُسجَّل عليّ ذلك غياباً؛ لأنهم سيفعلونها.. وما زلت أنتظر الرد من اللجنة!! لكن ما أحزنني أكثر هو أن القادسية سجَّل بعض اللاعبين خلال فترة الانتقالات الشتوية، والنظام لا يجيز لهم ذلك! * لكن الأمير نواف استثنى الأندية من حقوق اللاعبين خلال هذه الفترة؛ لذلك تم تسجيل لاعبين بكشوفات القادسية. - قاطعني قائلاً: نعم، الأمير نواف استثنى الأندية من حقوق اللاعبين فيما يخص سجلات الرواتب، وليس المقدمات المتراكمة على النادي. o وماذا حدث بعد أن تم تحويلك للأولمبي والشكوى التي رفعتها للجنة الاحتراف؟ - كان الفريق الأولمبي لديه مباراة خارج الدمام؛ لذلك سافرت إلى مسقط رأسي (مكةالمكرمة) لزيارة الأهل وتخليص بعض الأمور المتعلقة بزواجي، وفي اليوم التالي اتصلت بي إدارة الفندق الذي أسكن فيه، والذي وفرته لي إدارة نادي القادسية، وأخبروني بأن إدارة القادسية طلبت طردي وإلغاء سكني، وفي تلك الأيام دخلت شقيقتي المستشفى، وكانت بحالة خطرة؛ فلازمتها أياماً، ثم عدت للدمام، وتوجهت للفندق، وطلبت منهم خطاباً بشأن إلغاء سكني، لكنهم رفضوا؛ فتوجهت للنادي، وقدمت لهم الدعوة لمشاركتي في زواجي، وكأن شيئاً لم يكن.. ثم تحدثت مع المشرف عبدالعزيز الموسى بهدوء فقال لي نقدر لك انضباطك وأخلاقك العالية، لكن ظروفنا المادية صعبة، وأجبرتنا على تقليص المصاريف، وسنقدم لك مائة ألف ريال بوصفها جزءاً من حقوقك، وفوقها هدية مني خاصة بمناسبة زواجك، وبعد يومَيْن ستجدها في حسابك، وحتى الآن لم أستلم ريالاً واحداً!! حاولت أن أتناقش معه حول وضعي وحقوقي وعودتي للتمارين، لكنه أرجأ ذلك إلى ما بعد زواجي.. وقال اهتم بأمور زواجك الآن، وبعدها نتفاهم على كل شيء، و»ما يصير خاطرك إلا طيب»! * وماذا فعلت بعد ذلك؟ - لم أفعل شيئاً. تفرغت لإعداد أمور زواجي القريب ومتابعة حالة شقيقتي، وتركتهم لأنه ليس لدي سكن، وحقوقي لم أستلمها، وممنوع من التوقيع في السجلات؛ فلماذا أستمر في ظل هذا التعامل اللا احترافي؟! o وكيف وفّرت تدابير زواجك وأنت لم تستلم حقوقك؟ - أهلي لم يقصروا معي البتة، كما لا أنسى وقفة وكيلي معي، فصدقني وكيلي دعمني أكثر مما أعطاني القادسية. o ولماذا لم يتدخل وكيلك ويتابع موضوعك مع ناديك ولجنة الاحتراف؟ - وكيلي رايته بيضاء؛ فقد فعل كل ما يستطيع فعله، واجتمع مع عبدالعزيز الموسى المشرف على الفريق، وتواصل معه في أكثر من اتصال، لكن كل المحاولات لم تُجدِ معهم، يريدون أن أعمل مخالصة دون أن أستلم حقوقي، هذا ما يريدون بالضبط، وللأمانة فعبدالعزيز الموسى قال لوكيلي سأصرف لناصر مائة ألف ريال من حسابي الخاص تعاطفاً معه نظير أخلاقه العالية وانضباطه طوال وجوده مع الفريق، لكن عليه أن يتنازل عن حقوقه ويعمل مخالصة فورية، لكننا رفضنا فزعة الموسى؛ فأنا لا أريد صدقة أو شفقة من أحد، أريد حقي حسب النظام فقط. o وأين رئيس النادي عبدالله الهزاع من كل هذا؟ - ابتسم، وقال: أبو سالم - للأسف - كأنه غير موجود بل يتجاهلني تماماً؛ فسبق أن حدثه وكيلي لكنه بكل برود طلب من وكيلي أن يقنعني بأن أعمل مخالصة وأتنازل عن حقوقي لأرحل لأي ناد أريده، لكن وكيلي رفض طلب الهزاع. o وكم تبلغ حقوقك لدى النادي؟ - تتجاوز الخمسمائة ألف ريال. o ألم يطلبوا منك تخفيض المبلغ ومن ثم عمل مخالصة مالية؟ - بلى، ووكيلي اتفق مع عبدالعزيز الموسى على 280 ألف ريال، وذلك قبل قرار الأمير نواف الخاص بالسماح بتسجيل لاعبين خلال الفترة الشتوية، وبعد القرار تغير كل شيء حتى اتصالاتنا تجاهلوها تماماً. o برأيك لماذا تفعل إدارة نادي القادسية كل هذا بك؟ - منذ أن وقّعت العقد معهم مباشرة تغيرت المعاملة، وتحديداً قبل معسكر الفريق في الموسم الماضي؛ حيث رفضت مرافقتهم للمعسكر الخارجي، وطالبت بحقوقي التي حلت منذ شهور, لكنهم تركوني، واستمررت بالتمرين الانفرادي بالنادي, وبعد أن عاد الفريق قالوا لي إن المدرب ديمتروف قال لهم أي لاعب لم يعسكر لا أريده بالفريق، وبعدها حاولوا إبعادي، وفي النهاية أعاروني للطائي، لكن هذا الموسم ساءت المعاملة أكثر بعد أن طالبهم وكيلي بصرف جميع مستحقاتي، وبدأت لحظة (التطفيش) والإكراه حتى وصل الحال بالطرد من السكن دون أي تقدير، وأتحداهم أن يقدموا أي عذر، لكن أعتقد أنهم سيصنعون أشياء كثيرة مثل الغياب، وهم الذين حرموني من التوقيع، وزملائي يشهدون بانضباطي، بل حتى المشرف الذي أحترمه كثيراً (عبدالعزيز الموسى) أشاد بأخلاقي وانضباطي في أكثر من مناسبة. o ماذا لو طلبت إدارة القادسية عودتك من جديد مع صرف مستحقاتك؟ - بالطبع سأعود، وكما قلت لك، أنا أحترم العقد المبرم فيما بيننا، برغم أنهم كرَّهوني في الكرة والاحتراف. o يُقال إن وكيلك السابق له حقوق مترتبة عليك، ورفع بذلك شكوى عليك.. هل هذا صحيح؟ - حقيقة شر البلية ما يضحك.. أولاً أحذر كل لاعب من هذا الوكيل؛ فوالله إني ناصح أمين؛ فمحمد الخليفة هو من ورطني، بل تهرب ولم يدافع عن حقوقي، ووقف مع الهزاع، وكأن بينهما شفرات!! وعندما ذهبت لوكيل آخر بدأ يلاحقني، ورفع ضدي شكوى مطالباً بحقه من العقد المبرم فيما بيني وبين القادسية، رغم أنه وقت توقيعي للقادسية أخبرني بأنه لا يريد مني شيئاً، وأنه سيأخذ عمولته من القادسية. ولم يتوقف عند هذا الحد؛ حيث طالب بحصة جديدة من إعارتي لنادي الطائي قبل موسم، رغم أنه قال في وقت الإعارة وهو يقنعني بالرحيل للطائي إنه لا يريد مني شيئاً، والمهم أن أنتقل بنظام الإعارة؛ لأن هذه هي رغبة الهزاع؛ فهو يجامل (أبو سالم) كثيراً على حسابي، ولك أن تتصور أنه يصادق على كل ما يقرره عبدالله الهزاع دون نقاش، وكأنه تابع للإدارة! فبعد أن وقعت عقدي مع القادسية تجاهلت الإدارة صرف الدفعة الأولى من مقدم عقدي، وكأني وقعت العقد بالمجان! وهو يبارك تصرفات الإدارة ويقول لي «اصبر»، حتى جاء وقت إعارتي للطائي. أما شكواه ضدي فجاءت بعد أن وقّعت لوكيل آخر؛ حيث قال لي سأرفع عليك شكوى، وأطالب بحقوقي، وأيضاً سأطالب بحصة إضافية من رواتبك، فلماذا توقّع لوكيل غيري؟!! قلت له «لو وقفت معي وألزمت الإدارة بصرف حقوقي والله ما بحثت عن غيرك، فأنت وقفت ضدي لعيون عبدالله الهزاع». وعموماً بعد أن آخذ حقي سأعطيه ما يريد، وهو مبلغ لا يستحقه البتة، والله شاهد على ما أقول. o ومتى سينتهي عقدك مع القادسية؟ - بعد موسمَيْن إن شاء الله. o ماذا تود أن تقول في ختام هذا اللقاء؟ - أجدها فرصة عبر منبر صحيفة (الجزيرة) الحر لأناشد الرئيس العام سمو الأمير نواف بن فيصل إنصافي؛ فوالله إني عشت أياماً صعبة جداً، لقد كرَّهتني إدارة القادسية في كرة القدم والاحتراف؛ فقد مرت علي أيام مريرة، فيها تهميش وسلب للحقوق وإكراه.. فأي احتراف هذا؟! أملي بعد الله في الأمير نواف للتحقيق مع إدارة القادسية وإجبارهم على صرف حقوقي المغيَّبة عنوة من إدارة النادي.. وأشكركم على هذا اللقاء.