لم أكن أرغب في التطرق إلى هذا الموضوع، لا من قريب أو بعيد، لكن ما أسمعه وأقرؤه من طلب متزايد لعدم الحديث عن الدعاة والمشايخ والمساس بهم وليس العلماء الذين أكن لهم كل احترام وتقدير وتوقير، ومع كل الرتوش التي تحيط بقضية كهذه إلا أني مضطر للحديث عن علاقتي بالملحق الرمضاني ب«شمس» مثلا وبقية عملي الإعلامي، ولن أتحدث عن قصص قديمة وإنما عن مواقف حصلت في الشهر المنصرم بالتحديد، وبعيدا عن النرجسية والشوفينية التي يتعامل بها بعضهم، تبقى مسألة الموافقة وأخذ تصريح صحفي كما لو كانت مهمة منوطة بالرجل المستحيل، المشكلة أن بعضهم يتحدث عن عدم إتاحة الفرصة عبر وسائل الإعلام، وصدقوني إن سمعتم مثل هذا فلا تصدقوا ما يقول! كم أتمنى أن أفهم ما يدور بالتحديد؟ فبعضهم عندما تدعوه قناة فضائية على باب الله ومع أنها محافظة وليس بها موسيقى ولا تخرج النساء، إلا أنه يتعلل بعدم توافر الوقت لديه، وعندما تدعوه القناة إياها يهرول مسرعا دون أن يعقب، بل إن أحد أصدقائي الإعلاميين يؤكد لي أن طلبات ووساطات وشفاعات حتى يستضيف الداعية الفلاني أو العلاني. أيها المؤمنون، بعصمة الدعاة رفقا بعقولنا.. عن أي قداسة تتحدثونا؟ هم بشر مثلنا يعتريهم ما يعترينا، بل إذا لم يحترم العلم الذي يحمله وحشر أنفه فيما يعرف وما لا يعرف، فهل يريد من الإعلام أن يسكت عنه، وليست مشكلة أن ننتقد داعية أو شيخا على تصرف أو سلوك قام به، وإنما المشكلة التي أرفضها هي الاستقصاد أو التجني، أما لو كان النقد موضوعيا وفي الموقف ذاته ولم ينتقد سوى تصرف أحدهم بغياب مبادئه عندما يقبل أن تستضيفه قناة انتقدها قبل أيام أو طالب بإلغائها وهو أول من يقبض الثمن منها. وبصراحة إن المطالبة بعدم الحديث عن خبايا ما يدور خلف الكواليس، سيجعل رؤوسنا مع الوقت مطأطئة نحو التراب ولن يحل المشكلة من الجذور، بل يدخلنا في الكهنوت والباباوية وممارسة الوصاية، وقد يقول من يقول إن الكل سلم منك إلا هم، سأقول إني سلمت من الكل إلا هم، فبطبيعة عملي المتخصص في الصحافة الدينية أجد نفسي مضطرا إلى كشف جزء من الحقيقة، في انتظار اليوم الذي أستطيع فيه كشف الحقيقة الكاملة! وعندي وعندكم خير.