هجوم تائه، غياب القائد، تخبط في المراكز والتغييرات، انضباط تكتيكي مؤقت. عناوين جانبية عصفت بنتيجة ومستوى المباراة لصالح الكانغرو الأسترالي أمام المنتخب السعودي الذي مني بأول هزيمة في بداية مشواره، وهي التي تجعل لنا مساحة التفكير في أخطائنا ومحاولة إصلاحها، فبينها وبين المباراة القادمة فترة شهر كامل إن أردنا التواجد في البرازيل، فعلى مستوى الحراسة لم يكن حضور حسن العتيبي على أكمل وجه عندما ارتكب خطأ فادحا بتمريرته التي أتت من العمق على رأس القوس ليستفيد منها المنتخب الأسترالي معلنا هدفا كنا حينها نحاول تعديل النتيجة بإصرار باهت إن جاز التعبير. أما على مستوى خط الدفاع فلم يكن أكثر حظا من حارسه بعد ضعف المراقبة من جانب عبدالله الزوري في الهدف الأسترالي الأول والشد غير المبرر من قبل المنتشري ليتسبب الأخير في احتساب ركلة جزاء أعلن من خلالها الهدف الأسترالي الثالث. وفي خط الوسط فقد كان عطيف الحلقة الأضعف بعد عدد كبير من الكرات المقطوعة والتمريرات التي تفتقد للكثير من التركيز. نواف العابد وزميله يحيى الشهري بعد نزوله بديلا لحسن معاذ الذي كان من الأجدر بقاؤه في خانة الظهير الأيمن واستبدال الرهيب، قدما مستوى رائعا في صناعة اللعب وتنويع الهجمات. بالنسبة إلى الهجوم فلا يلام المرء بعد اجتهاده هذا ما ينطبق تماما على اللاعب نايف هزازي الذي سعى جاهدا لإيجاد أي طريقة يقلق فيها الدفاع الأسترالي حتى لو جاء على حساب عودته لمنتصف الملعب ومحاولة استلام الكرة لبناء هجمة تذكر فتشكر. ريكارد حتى الآن لم يصل للتشكيلة المثالية والانسجام المطلوب على المستطيل الأخضر، فقد بدأ ذلك جليا مع التغييرات التي أجراها وهي التي من الأولى أن تكون تغييرات في مباريات تجريبية وليست على مستوى مباريات رسمية، فبعد نهاية مباراتنا مع المنتخب العماني قلنا إننا سنكشف مستوانا الحقيقي أمام المنتخب الأسترالي الذي لا تهمه سمعة المنتخب السعودي ولا تاريخه، فلعب أمامنا بانضباطية تامة على مستوى خطوطه الثلاثة، وظفر بنتيجة المباراة فكشف مستوانا الحقيقي؛ لأننا لعبنا بسمعة المنتخب السعودي أمام عمان، ولم يستفد المنتخب العماني من الهجمات التي سنحت له في الربع ساعة الأولى من المباراة وبعض الهجمات المتقطعة على مدار الشوطين. لالتقاط الأنفاس والعودة من جديد نحتاج إلى غربلة سريعة وتفكير عميق ومركز، على الأقل في خط الهجوم وفي القائد داخل الملعب. آخرا: كل ما يربط فيما بيننا محض حنين واشتياق.