سجلت القارة الإفريقية، التي تعاني الفقر والجوع ومرض الأيدز، رقما قياسيا عالميا في زيادة عدد الهواتف الخلوية، الذي قفز من 16 مليونا عام 2000 إلى 250 مليونا العام الماضي، بما يعادل خمسة أضعاف أعداد أجهزة الهاتف السلكية التقليدية، وفقا للأمم المتحدة. والهاتف الخلوي، الذي يسمى كذلك «الهاتف المحمول أو النقال أو الجوال» هو أحد أشكال أدوات الاتصال اللاسلكي عن طريق شبكة أبراج البث الموزعة ضمن مساحة معينة. ومع مرور الوقت أصبحت أجهزة الهاتف الخلوي أكثر من مجرد وسيلة اتصال صوتي بحيث أصبحت تستخدم للمواعيد واستقبال البريد الصوتي وتصفح الشبكة والتصوير بنفس نقاء ووضوح الكاميرات الرقمية. أعدت منظمة الأممالمتحدة دراسة عن البنية التقنية التحتية في إفريقيا نشر تفاصيلها أخيرا الكاتب ثاليف ديين بوكالة إنتربرس سيرفس. وأفادت الدراسة بأن القارة السمراء سجلت «تحسنا هائلا» في مجال الاستثمارات في تقنية الاتصالات بلغت ثمانية مليارات دولار، مقارنة ب 3.5 مليار عام 2000. وأضافت «هذه الأرقام تعكس انتعاش مناخ استثمارات القطاع الخاص من جراء انفتاح أسواق تقنية الاتصالات في معظم الدول الإفريقية، الذي صاحبته قواعد تنظيمية مستقلة في 90 % من هذه الدول حتى تواكب تقنيات العصر الحديث». ورغم هذه المعلومات التي كشفتها الدراسة، فقد أفاد اتحاد الاتصالات الدولي التابع للأمم المتحدة، بأن التعامل مع شبكة الإنترنت متاح لمجرد 4 % فقط من سكان القارة المترامية الأطراف. وللمقارنة، فإن سكان أيرلندا وتعدادهم أربعة ملايين نسمة يتمتعون، على سبيل المثال، بإمكانات اتصالات دولية أفضل من كافة أهالي إفريقيا الذين ازداد عددهم بشكل سريع على مدى الأعوام ال40 الأخيرة وشارف على ال800 مليون نسمة. هذا، وتركز بعض اللجان المتخصصة في منظمة الأممالمتحدة على دفع النمو الريفي التكاملي في البلدان النامية لاستئصال الفقر وتحقيق التنمية المستدامة على ضوء التحديات القائمة. وأكد مدير العلاقات مع وسائل الإعلام باتحاد الاتصالات الدولي سنجاي أشاريا، أن التقدم الهائل الذي حققته القارة الإفريقية في قطاع الهواتف الخلوية يعود بصفة أساسية إلى «تحرير الأسواق وارتفاع مستويات التنافس على الصعيدين الوطني والعالمي». وقد صاحب الارتفاع الضخم في عدد مشتركي الهواتف الخلوية في إفريقيا توزيع جغرافي أفضل. وفي عام 2000 تركز أكثر من نصف هذه الهواتف في جنوب إفريقيا، فيما تبلغ نسبتها في هذه الدولة حاليا مجرد 15 % من المجموع. وعن تكاليف الاشتراك في الخدمات الهاتفية الخلوية، شرح سنجاي أشاريا أن مناخ التنافس ساعد على انخفاض الأسعار تدريجيا. وفي المقابل، ما زال الاتصال بشبكة الإنترنت متخلفا نسبيا في القارة الإفريقية، حيث يقدر عدد المشاركين فيها بنحو 50 مليونا، أغلبهم في بلدان شمال وجنوب إفريقيا. وللمقارنة، يمثل عدد مستخدمي شبكة الإنترنت في الدول الإفريقية جنوبي الصحراء مجرد 3 % من مجموع السكان. وأوضح سنجاي أشاريا في حديثه أن قلة حجم المشاركين في خدمات الاتصال بالشبكة في إفريقيا أبقى على أسعارها عالية «إفريقيا التي تعتبر أفقر مناطق العالم، هي أعلاها تكلفة من ناحية الاتصال بالشبكة»، إذ تكلف 50 دولارا في الشهر في المتوسط «نحو 175 ريالا سعوديا»، بما يقارب 70 % من معدل دخل الفرد الشهري في القارة .