كشفت أسواق النفط والطاقة العالمية، أن انخفاض الطلب العالمي على النفط العام 2012 لن يسحب على انخفاض في الأسعار بالمقابل، وأن زيادة الاستهلاك للدول النفطية سوف يصاحبه زيادة في حجم الطلب ورفع الأسعار، التي من المرجح أن تستقر فوق 88 دولارا أمريكيا للبرميل. وأكد مجموعة من محللي سوق النفط، أن المملكة التي كانت ولا تزال تطالب بمتوسط سعري لبرميل النفط لا يتجاوز 75 دولارا للبرميل، لن تستطيع مواجهة تقلبات الأسعار العالمية التي ستدفعها إلى رفع أسعار النفط تلبية لاحتياجات السوق العالمية والأحداث السياسية المختلفة التي تجتاح العالم. وفي الوقت نفسه ارتفع سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي فوق مستوى 112 دولارا أمس مع تراجع الدولار وبعدما ضرب الإعصار إيرين الساحل الشرقي للولايات المتحدة دون تقارير حتى الآن عن أضرار كبيرة بمصافي التكرير والمرافئ. وارتفع برنت 1.21 دولار إلى 112.57 دولار للبرميل بعد أن هبط في وقت سابق من الجلسة أمس إلى 110.53 دولار. وارتفع سعر الخام الأمريكي 2.25 دولار إلى 87.62 دولار. وساعدت المخاوف من تعطل إمدادات النفط الأمريكية جراء الطقس على دعم سعر الخام نهاية الأسبوع الماضي لكن المركز الوطني للأعاصير قال إنه جرى إلغاء تحذيرات العاصفة المدارية للساحل الشرقي. واستمدت الأسواق دعما إضافيا من أن مجلس الاحتياطي الاتحادي «البنك المركزي الأمريكي» قد يطلق جولة ثالثة من التيسير الكمي. ولم يصدر إعلان بهذا المعنى عن بن برنانكي رئيس مجلس الاحتياطي لكنه ترك الباب مفتوحا لاحتمال القيام بذلك في وقت لاحق. لكن بعض المحللين يتوقعون أن تكون ارتفاعات الأسعار قصيرة الأمد. وقال كبير محللي أسواق السلع الأولية لدى «إم.إف جلوبال» للسمسرة إدوارد ماير «مع تلاشي عناوين الأخبار المتعلقة بمجلس الاحتياطي والإعصار ستتحول بواعث قلق المستثمرين الآن إلى مسائل أشد استعصاء مثل تباطؤ الاقتصاد العالمي ومشاكل الديون الأوروبية». وأضاف «نعتقد أن أسواق الطاقة ستكون دفاعية بعض الشيء على مدى الأيام القليلة المقبلة بعد أن تجاوزنا بعض الأحداث التي قدمت نوعا من الدعم». كان المسار المتوقع للعاصفة يمر بسبع مصافي تكرير طاقتها الإجمالية 1.23 مليون برميل يوميا بما يعادل 73 % من إجمالي الطاقة التكريرية لشمال شرق الولاياتالمتحدة والبالغ 1.7 مليون برميل يوميا. وخلف الإعصار إيرين الذي خفضت درجته إلى عاصفة مدارية 15 قتيلا وتسبب في انقطاع الكهرباء عما يصل إلى 3.6 مليون مشترك واقتلاع آلاف الأشجار.