لعلنا شهدنا في شهرنا – شهر الموائد الإعلامية – بما حمله من برامج يعز حصرها، تقدما وتنوعا ملحوظا في مضمون وشكل البرامج الدينية، التي لم يعد تمييزها «بالديكور» أو ب«ستايل» مقدميها سهلا. وإذا ما رجعنا بذاكرتنا بضعة أعوام إلى الوراء، قد نستصعب مع ما نذكر من برامج كانت تعرض حينذاك، أن نستبدل الشيخ بلحيته ومشلحه بشاب يقدم لنا ذات المضمون ب«جينز وتي شيرت»! فحين استطعنا تخليص أنفسنا من الارتباط السلبي بين البرامج الدينية والمحتوى المتكرر مع وحدة أسلوب العرض وشكل المقدم الذي لا يوسم إلا بالالتزام، ظهرت العديد من البرامج التي أمتعت بمظهرها قبل مضمونها، واستطاعت بتجديدها الوصول إلى فئات قد لا تتقصد غالبا التعرض لمثل تلك النوعية من البرامج. أعداد مرات المشاهدة وتسجيلات الإعجاب على مقاطع بعض البرامج الدينية على الyou tube خير دليل على بذرة الخير التي فينا، والتي لم تكن تنتظر سوى المحتوى المنتقى والأسلوب المتعصرن اللذين يصنعان النتيجة المرجوة. أمثال مصطفى حسني ومعز مسعود ومشاري الخراز.. يقدمون أمثلة تحتذى لبرامج دينية شابة متجددة، يعدها شباب لشباب مثلهم، هم حتما الأقدر على فهمهم وإيصال الجرعة الإيمانية العصرية لهم. «شيخ كبير ظاهره الالتزام، وطاولة تتقدمها الكاميرا، وسرد متواصل لا ينتهي».. بعد تجديد الدماء، قد يصعب الآن أن نستحضر برنامجا دينيا لا يزال يقدم محتواه بتلك الصورة التقليدية الباهتة.