الآن بدأ الحديث عن لغة العقل، وضرورة تدخل العقلاء لحل المشكلة القائمة بين الرئاسة العامة وقناة الجزيرة الرياضية حول نقل مباريات المنتخب السعودي، حديث غير مفهوم منه ما المقصود بلغة العقل أو تدخل العقلاء، من فهمي الخاص أظن المقصود هو «لفلفة» الموضوع، فهناك أعوام مضت كانت فيها مباريات المنتخب السعودي مبيعة، ومع ذلك لم يعترض أحد في رعاية الشباب أو في التليفزيون السعودي، أعوام تعود فيها المشاهد السعودي أن يتابع المنتخب على قنوات أبلغته حينها أن زمن الفرجة على حساب الحكومة انتهى، وكأن الحكومة تصرف على الشعب من مال غير ماله! لغة مستفزة، والأكثر استفزازا أنها ختمت بالقول من يريد مشاهدة مباريات المنتخب عليه أن يدفع المال، وظل هذا الأمر طوال الأعوام تلك، وفيها لم تسمع الجماهير أي شيء عن العقلاء أو لغة العقل، على الرغم أن تلك الفترة هي الفترة التي احتاج فيها المشاهد للغة العقل، فالمحتكر حينها كان يفرض رسوما كلمة مبالغ فيها قليل عليها، ومع ذلك كله بقي المحتكر خارج لغة العقل، وخارج مشورة العقلاء. اليوم من يريد أن يدخل في حقوق النقل فعليه أن يراجع الموضوع من بدايته، أي من أول مباراة تم تشفيرها، وأن يبحث بالموضوع كله، وألا تكون الحلول جزئية وكأن القضية هي بنت اليوم، وليست أعواما احتكر فيها الدوري المحلي والمشاركات الدولية الرسمية والودية للمنتخبات، وبنى من وراء هذا الاحتكار شبكات تليفزيونية ضخمة، أما الحديث عن تحكيم العقلاء فلا محل له، فالقضية يجب أن تجد طريقها إلى العلن إن كان هناك تجاوزات، وإن لم يكن هناك تجاوزات فإن العقود المبرمة حاليا والسارية يفترض أن تبقى محترمة.