توقع عدد من وكلاء السيارات في السعودية ازدياد نسبة الإقبال على السيارات صغيرة الحجم في السعودية، خصوصا أن مبيعات السيارات قد بلغت 540 ألف سيارة خلال هذا العام، وهذا يدل على كثرة طلب السيارات وزيادة الطلب على المركبات الصغيرة؛ لأسباب عدة منها الازدحام في المدن الرئيسة في الرياضوجدة والدمام، وكذلك سهولة القيادة والصيانة، إضافة إلى كونها اقتصادية وقرار الشراء بالنسبة إليها أسهل، وزيادة حجم الطلب عليها من قبل شركات التأجير والمطاعم والشركات وطلاب الجامعات بشكل كبير، الأمر الذي زاد من نسبة بيعها في السعودية حتى إنها وصلت إلى 45 % من حجم سوق السيارات في السعودية العام 2011 بعد أن كانت لا تتجاوز 30 % في العام 2009. ووفقا لذلك يقول الرئيس التنفيذي لشركة الجبر للسيارات عبداللطيف الجبر «وكلاء كيا في السعودية» إننا تقدمنا في السوق السعودية من خلال سيارات كيا الكورية خصوصا الصغيرة والجديدة منها، والتي وجدت قبولا داخل السعودية وأصبحنا حاليا نمثل 4 ، 5 % من حجم السوق باعتبارنا في أعوامنا الأولى داخل السوق. وتعتبر المنتجات الكورية مستقبل السيارات في السعودية وتحظى بإقبال كبير من مختلف فئات المجتمع السعودي، كما أن ارتفاع سعر صرف الين الياباني والأزمة في اليابان جعلت من السيارات الكورية محط أنظار السعوديين خصوصا الصغيرة منها، وأضاف الجبر أنهم تزيد مبيعاتهم في الفترة الماضية 4 % نموا إلا أنها ستكون مضاعفة خلال هذا العام بسبب زيادة الطلب بكميات كبيرة على المركبات الصغيرة؛ لأسباب عدة ومنها الازدحام المستمر في السعودية بسبب الكثافة السكانية، وكذلك سهولة قيادة السيارات الصغيرة، وكذلك صيانتها وتعتبر اقتصادية، وقرار الشراء يكون بشكل أسهل وبدون تردد على عكس السيارات الفارهة والتي تحتاج إلى استشارات لفترة طويلة، ولفت إلى أن السوق السعودية حاليا تستهلك 540 ألف سيارة، متوقعا زيادة هذه النسبة خلال مطلع العام المقبل 2012. من جانب قال المدير العام لمعارض التقنية أحمد الحربي إن السيارات الصغيرة هي المستقبل لسوق السيارات السعودية خصوصا لما تتمتع به من مواصفات تؤهلها أن تأخذ مكان الكبيرة، كما أنها تمثل أكثر من 50 % منذ العام 2010 إذ إن السعودية ومنذ دخول الشركات الكبيرة زاد الطلب على السيارات الصغيرة من مختلف الشركات اليابانية والكورية باعتبارها أكبر البلدان المنتجة لهذه النوعيات من السيارات. وأضاف الحربي أن سياسة الاستهلاك لدى العائلة السعودية اختلفت إذ كانت في الماضي أغلب البيوت السعودية تستخدم «الوانيت أو ما يعرف بالبيك أب» من شركة تويوتا أو نيسان أو شفروليه الأمريكية التي كانت في المرتبة الثالثة، وتغيرت هذه السياسة باستخدام سيارة عملية اقتصادية صغيرة للسائق والمدارس والأبناء في المرحلة الثانوية والجامعية. ولفت الحربي إلى أن أوضاع الازدحام الحالية وزيادة المصروفات وارتفاع أسعار الوقود جعلت من هذه السيارات مطلبا لكثير من الشركات والمؤسسات والمطاعم وشركات التأجير، وكذلك أصبح كثير من المنازل تقتني السيارة الصغيرة؛ لتكون للأبناء ولأغراض المنزل من مشتريات وغير ذلك، ولا تكون هي السيارة الرئيسة بل السيارة التي تستخدم للأغراض اليومية بحكم أن عمرها الافتراضي من عامين إلى أربعة أعوام لمثل هذه السيارات، وأسعارها في متناول السعوديين بشكل عام من مختلف الفئات، فأكثرها لا تتجاوز 14 ألف دولار مقارنة مع سعرها وتحملها للظروف القاسية في السعودية وحرارة الطقس وسوء الطرق تعتبر مناسبة، ولا تحتاج إلى صيانة دورية مثل السيارات الفارهة التي تحتاج إلى صيانة في الوكالة التابعة لها وتستقر أياما وتستهلك مبالغ طائلة. وأكد الحربي أن هذا الأمر جعل وكلاء السيارات الصغيرة اليابانية والكورية يحظون بنصيب الأسد في المبيعات خلال الفترة الماضية، وكذلك يستعدون للصيف من خلال عروض الطلاب والخريجين وتزيد إعلاناتهم في هذه الفترة تحديدا في بداية الإجازة الصيفية في السعودية. من جانب آخر أوضح مدير التسويق لشركة الصقر لتوزيع السيارات علي الهمامي أن نسبة مبيعات السيارات ذات الحجم الصغير وقليلة المواصفات والرفاهية، وذات السعر والعمر المحدد تبلغ 45 % حاليا وأنها قفزت بشكل كبير بعد أن كانت في الماضي لا تمثل سوى 25 % إلا أن زيادة الطلب عليها يعود لأسباب كثيرة ومعروفة، منها الازدحام وسهولة شرائها بحكم أن أسعارها في متناول الجميع، سهولة الصيانة ولا تشكل عبئا كبيرا على عاتق من يشتريها، مقارنة مع بعض السيارات الأخرى التي تحتاج إلى مراعاة ولا تتناسب مع الازدحام والحوادث المرورية اليومية والتي تشكل أكثر من 500 حادث يوميا. كما أن الأسر السعودية زاد إقبالهم على السيارات الكورية بشكل لافت بعد أحداث اليابان كما أن بعض الوكلاء قدموا عروضا تسويقية جديدة ونظام التأجير المنتهي بالتمليك لتسويق منتجاتهم من السيارات الصغيرة التي أصبحت تشكل ما نسبته تزيد على 48 في الطرق الرئيسة يوميا حتى إن كثيرا من رجال الأعمال وموظفي القطاعين الحكومي والخاص يلجؤون إلى السيارة الصغيرة أثناء الذهاب إلى العمل وغيرها، حتى إن كثيرا من الأسر السعودية يفضلون إعطاء السائق الخاص بهم سيارة صغيرة إن كان حديث العمل لديهم، حتى يتمكن من تعلم القيادة وكيفية التعامل مع الازدحام والاختناق المروري في العاصمة الرياض والمدن الرئيسة في السعودية، يأتي بعدها في الاستخدام فيما يتعلق بالعائلة السعودية السيارات كبيرة الحجم، والتي تتناسب مع عدد أفراد العائلة السعودية، ولكنها لا تستخدم إلا في المناسبات أو السفر وليس للاستخدام اليومي في السعودية وأكثرها تكون أمريكية الصنع. وأضاف الهمامي أن الإقبال على هذه النوعية من السيارات الصغيرة لا يقتصر على الأسرة السعودية فحسب، بل يمتد إلى شركات الوجبات السريعة أو الشركات الصغيرة التي تعمل داخل المدن. وقال إن إقبال المستهلك الفرد على السيارات ذات الحجم الصغير كان في الماضي محدودا جدا؛ لأن عمرها الافتراضي يقدر بخمسة أعوام فقط «إلا أن النظرة تغيرت وزاد بشكل لافت، جعل وكلاءها يهتمون بتسويقها أكثر من السيارات الأخرى الفارهة والكبيرة، وتقدر المدة الزمنية لبقاء مثل هذه السيارات الصغيرة لدى المستهلك في السعودية حاليا ومن خلال دراسة أجريت في السوق السعودية بمدة لا تتجاوز ثلاثة أعوام مضيفا «أن أسعارها تتراوح ما بين عشرة آلاف إلى 18 ألف دولار فقط حسب الشركة المنتجة». واستبعد الهمامي الإقبال عليها في المدن الصغيرة أو القرى أو الأماكن الصحراوية والجبلية في السعودية، بل يقتصر على المدن فقط، وعدم تسويقها في المدن الصغيرة وفي المنطقة الشمالية والجنوبية من السعودية يعود لبعد المسافات في السعودية، ويحتاج كثير من السعوديين إلى ذات محركات أقوى وتتحمل الطرق الطويلة. وكذلك سهولة تنقلها في الجبال أو الصحراء من السيارات الدفع الرباعي. من جانب آخر أكد مدير التسويق في نيسان عبدالله الغامدي أن العمر الافتراضي للسيارات ذات الحجم الصغير والمستخدمة من قبل الشركات الخاصة يتراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة أعوام. وقال «تحرص شركات الوجبات السريعة وشركات التأجير وحتى كثير من العائلات وطلاب الجامعات الذين لا يملكون وظائف ولا يتقاضون سوى 840 ريالا أو 1000 ريال إلى اقتناء السيارات الصغيرة، نظرا إلى أن اهتمامها الأول ينصب على السعر». فيما يرى مدير معارض الجنوب للسيارات طارق الأحمري أن انخفاض نسبة استهلاك الوقود وانخفاض تكاليف الصيانة لدى بعض أنواع السيارات الصغيرة أحد دوافع شركات الوجبات السريعة لاقتناء هذه السيارات وشركات التأجير، وكذلك زيادة الوافدين من موظفي الشركات وزيادة طلاب الجامعات عزز من حجم سوق هذه السيارات الصغيرة من مختلف الشركات اليابانية أو الكورية، والتي تتنافس بشدة حتى إن الكورية بدأت تنافس وبقوة وتصل إلى نسبة السيارات اليابانية في المبيعات في المملكة .