يعكف الثوار الليبيون على تطهير العاصمة طرابلس من فلول قوات معمر القذافي غداة السيطرة على مقر العقيد الفار الذي ما زال بالرغم من سقوط نظامه يرفض التنحي ويدعو إلى المقاومة. وجالت دوريات للثوار الشوارع التي سيطروا عليها بحثاً عن مقاتلين تابعين للقذافي فيما جرت اشتباكات متقطعة حول أحياء ما زال أنصار القذافي يسيطرون عليها. واندلعت اشتباكات عنيفة في حي باب العزيزية حيث كانت تسمع أصوات إطلاق رشاشات خفيفة وثقيلة وانفجار قاذفات مضادة للدروع وقذائف هاون. وكانت المعارك تمتد إلى حي بوسليم المجاور الذي تراجع الثوار منه. وخلا العديد من الطرق في وسط طرابلس بسبب انتشار "عشرات" القناصة الموالين للقذافي، كما قال مقاتلون من الثوار. وذكر قائد إحدى المجموعات نوري محمد "هناك قناصة على المباني خارج مجمع العزيزية، إنهم بالعشرات ولا نعرف أين يتمركزون". ومن بنغازي "عاصمة" الثوار حيث تم الاحتفال بسقوط باب العزيزية دعت قيادة الثوار المدنيين إلى الابتعاد كي يتمكن المقاتلون من تمشيط المجمع بدقة. وأقام الثوار الحواجز في شوارع العاصمة. وقال أحدهم "كمنا لبعض القناصة على طريق المطار". ويشكل تأمين هذا المحور والسيطرة على حي أبو سليم الذي لا يزال ينتشر فيه موالون للنظام بعض أولويات الثوار . وفي الشرق واصل الثوار الليبيون تضييق الخناق على سرت، مسقط راس معمر القذافي ومعقله، حيث بدأت محادثات مع القبائل المحلية للاتفاق على دخول المدينة بشكل سلمي. وتقدم الثوار الثلاثاء 80 كلم نحو المدينة واستولوا على مرفأ راس لانوف النفطي على بعد 130 كلم شرقاً. وأطلقت كتائب القذافي عدة صواريخ سكود من ضواحي سرت باتجاه منطقة مصراتة. وقال المتحدث باسم اللجنة العسكرية لتوحيد جبهات القتال "في عموم ليبيا العقيد عبد الله أبو عفارة إن نسبة 90 أو 95% من ليبيا تحت سيطرة الثوار". غير أن الغموض ما زال يكتنف مكان القذافي الذي تحدى الثوار مجدداً في رسالة صوتية وقال إنه تجول متخفياً في طرابلس ودعا مؤيديه إلى "تطهير" العاصمة الليبية من "الجرذان". وقال القذافي المتواري عن الأنظار "خرجت في طرابلس دون أن يراني الناس متخفياً". كما أعلن المتحدث باسم النظام الليبي موسى إبراهيم أن أكثر من 6500 متطوع وصلوا في الساعات الماضية إلى طرابلس واعداً بمد المتطوعين بالذخيرة والسلاح. وعرض المجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا مكافأة قدرها 1.7 مليون دولار لمن يلقي القبض على القذافي. كما عرض المجلس عفواً عن أي شخص يقتل القذافي أو يعتقله. ورداً على سؤال حول المواقع التي يمكن أن يوجد القذافي فيها، قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل "العلم عند الله.. أتوقع أنه غادر طرابلس". وأضاف أن "الرأي السائد بين أعضاء المجلس الوطني الانتقالي هو محاكمة القذافي وأعوانه في ليبيا". وتابع "عهد القذافي ولى، حتى وإن كانت النهاية الحقيقية في إلقاء القبض عليه وإدانته بالجرائم التي ارتكبها". ووعد بإجراء "الانتخابات التشريعية والرئاسية في غضون ثمانية أشهر. نريد حكومة ديموقراطية ودستوراً عادلاً". وأكد أن المعارك أسفرت عن مقتل أكثر من 400 شخص وجرح ألفين منذ بدء هجوم الثوار على طرابلس السبت، حيث ألقي القبض على 600 من جنود القذافي. ومن جهته قال مسؤول في المعارضة إن القذافي "ما زال يختبئ في مكان ما بطرابلس. من المرجح أن يكون في منطقة الهضبة الخضراء". وقال البيت الابيض إنه لا وجود لأي دلائل حتى الآن على أن القذافي ترك السلطة لكنه كرر رأيه أنه بسبيله إلى الرحيل. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست "التطورات التي رأيناها مؤشر إلى أن سيطرة نظام القذافي على السلطة في ليبيا التي مضى عليها 42 عاماً تتفكك". وأكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن الولاياتالمتحدة وفرنسا "ستواصلان جهدهما العسكري حتى يستسلم "القذافي ومعسكره"، وذلك إثر اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي باراك أوباما.