أدى أكثر من مليوني مصل مساء أمس، صلاة العشاء والتراويح بالمسجد الحرام «ليلة 27 رمضان»، في ظل رعاية شاملة وخدمات متكاملة وفرتها أجهزة الدولة المعنية بخدمة الزوار والمعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام بمتابعة من أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل. واكتست ساحات الحرم المكي الشريف بالبياض، فلا تشاهد إلا أكفا مرفوعة إلى السماء ودموعا تنهمر وتطلعات وآمالا ترتسم على الوجوه بالقبول والعتق من النار ووقوفا أمام أبواب الباري ودعاء وإلحاحا بألا يحرم الله المسلمين من الأجر ويجعلهم من المقبولين. وأكد الناطق الإعلامي بشرطة العاصمة المقدسة المقدم عبدالمحسن الميمان، أن شرطة العاصمة المقدسة استنفرت أمس جميع طاقاتها البشرية والآلية في تقديم خدماتها الأمنية والإنسانية لقاصدي المسجد الحرام من المصلين والمعتمرين، مضيفا أنه لم يسجل أي حالات تذكر. ونقلت الفرق الكشفية الموجودة في المسجد الحرام أكثر من 4500 زائر ومعتمر أمس، إلى المراكز الصحية بالمسجد الحرام ومستشفى أجياد العام وإلى مساكنهم، كما وزعت ثمانية آلاف وجبة إفطار صائم في مواقف حجز السيارات، كما شاركوا في تنظيم عملية دخول وخروج المصلين إلى الحرم المكي الشريف ومنع الجلوس في الممرات. وأوضح المدير العام للتطوع بالهلال الأحمر السعودي بمكةالمكرمة صقر السلمي، أنه شارك جميع المتطوعين والمتطوعات البالغ عددهم أكثر من 400 متطوع ومتطوعة في فتح المواقع الإضافية في الساحات وزيادة المراكز في الأدوار العلوية مثل الطواف والسعي والسطح ودعم المراكز الإسعافية بأطباء الامتياز المتطوعين في الهيئة، مشيرا إلى أن الفرق باشرت أمس أكثر من 300 حالة تفاوتت ما بين الضغط والسكر والتعب والإعياء. من جهة أخرى، كشف مصدر مسؤول في شؤون الحج والعمرة ل«شمس» عن زيادة أعداد الزوار والمعتمرين في رمضان هذا العام بأكثر من 30 % عن العام الماضي. ولتحقيق المزيد من الراحة لوفود الرحمن، قامت جميع الجهات المعنية بتكثيف جهودها وتنفيذ خططها التي أعدتها لهذه الليلة، حيث كثفت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي جهودها وجندت ما يقارب من سبعة آلاف موظف وموظفة لتنفيذ خطتها لتوفير جميع سبل الراحة لقاصدي بيت الله الحرام، وكثفت برامج الوعظ والإرشاد لتوعية وتوجيه الزوار والمعتمرين وإرشادهم من خلال الدروس الدينية ومكاتب الفتوى المنتشرة في جنبات المسجد الحرام وساحاته وتوزيع المطويات التوعوية والإرشادية والتوجيهية التي يحتاجها الزائر والمعتمر، كما وفرت آلافا من عربات السعي بالمجان للمحتاجين وكبار السن والعجزة، إضافة إلى توفير عدد من العربات الكهربائية للسعي بالمجان، وكذلك خصصت ممرات لهذه العربات وفصلها عن حركة الساعين بالمسعى، كما خصصت سلالم كهربائية لذوي الاحتياجات الخاصة وتشغيل السلالم الكهربائية لنقل المصلين إلى الدور الأول والثاني وسطوح المسجد الحرام. كما وفرت الجهات المعنية ماء زمزم المبرد من خلال الحافظات التي يزيد عددها عن 27 ألف حافظة يتم تعبئتها بماء زمزم المبرد وتوزيعها في جميع أروقة وأدوار وساحات المسجد الحرام وبدرومه وأسطحه، إضافة إلى مجمعات ماء زمزم المنتشرة في رحاب المسجد الحرام والمشربيات التي يزيد عددها على 100 مشربية يزيد عدد الصنابير بها على 1400 صنبور، علاوة على المشربيات ومجمعات ماء زمزم الواقعة في ساحات المسجد الحرام، كما قامت بتكثيف أعمال النظافة والصيانة والتشغيل من خلال زيادة عدد العاملين لمواجهة الأعداد الكبيرة في هذه الليلة من المعتمرين، كما قامت الرئاسة بفتح جميع أبواب المسجد الحرام البالغ عددها 176 بابا على مدار الساعة لتسهيل الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام ويعمل عليها أكثر من 920 موظفا لتنظيم ومراقبة عملية الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام. وأعدت أمانة العاصمة المقدسة خطة لتقديم خدماتها ركزت فيها على تكثيف أعمال النظافة والصيانة وزيادة عدد العمال القائمين بأعمال النظافة لرفع النفايات ونقلها من المنطقة المركزية أولا بأول على مدار الساعة، كما تم تخصيص عدد من الفرق للقيام بعملية الرش لمكافحة الحشرات، إضافة إلى سيارات الرش، وكذلك تشكيل عدد من اللجان للقيام بجولات ميدانية لمراقبة الأسواق ومحال بيع المواد الغذائية والمطاعم للتأكد من توافر الشروط الصحية اللازمة بها وأخذ العينات وفحصها بمختبر الأمانة. وقامت قوات الدعم بتكثيف جهودها وتغطية جميع المشايات الطولية والعرضية المؤدية إلى المسجد الحرام من خلال انتشار رجال الأمن في جميع الساحات الشمالية والشمالية الغربية للمسجد الحرام لتنظيم الحركة في هذه الساحات، حيث يزيد عدد القوة العاملة في هذه الساحات على 1700 ضابط وضابط صف وعدد من طلاب مدن تدريب الأمن العام، كما قامت القوة باستخدام لافتات إرشادية توضح الاتجاهات وأماكن الانتظار وذلك بأكثر من لغة، كما حرصت على منع التدافع وعدم تداخل القادمين والخارجين من وإلى المسجد الحرام. كما كثفت قوة أمن الحرم جهودها لحفظ أمن وسلامة قاصدي بيت الله الحرام وجندت أكثر من 1600 فرد و29 ضابطا و280 طالبا من طلاب مدن تدريب الأمن العام لتنظيم عملية الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام ومنع الجلوس في الممرات والمشايات المؤدية إلى المسجد الحرام وذلك بالتعاون والتنسيق مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام ومراقبة السعي والطواف ومنع الجلوس والصلاة في صحن المطاف والمشايات وإعطاء الأولية للدخول لصحن المطاف للمحرمين من المعتمرين وتحويل المصلين إلى أروقة المسجد الحرام وأدواره وسطوحه وساحاته وبدرومه، وكذلك مراقبة حركة رواد بيت الله الحرام من خلال 750 كاميرا للمراقبة مرتبطة بغرفة المراقبة وغرفة العمليات لمتابعة أوضاع الزوار والمعتمرين داخل المسجد الحرام وساحاته، وكذلك مساعدة الأطفال التائهين عن ذويهم والحفاظ عليهم، حتى يتم تسليمهم .