لم يبق من باب العزيزية المقر الحصين للزعيم الليبي المختفي معمر القذافي في العاصمة طرابلس إلا الحجارة والطوب، وذلك بسبب قصفه من قبل قوات حلف شمال الأطلسي ب64 صاروخا، على حد تعبير القذافي نفسه، الذي أوضح في تسجيل صوتي لمحطة تليفزيون العروبة بثه الموقع الإلكتروني لمحطة «الليبية» التابعة لنجله سيف الإسلام، أمس، أن انسحابه منه كان تكتيكيا. وبعد نجاح الثوار في دخول مقر القذافي، اقتحم المئات منهم عددا كبيرا من المباني داخل المجمع، وأخذوا يدمرون كل رموز السلطة، وبالذات ذلك التمثال الذي يذكر بالهجمات الأمريكية على طرابلس في 1986 ويمثل يدا تشد على طائرة. وتم رفع علم الثورة بألوانه الثلاثة الأخضر والأحمر والأسود في كل مكان بدلا من العلم الأخضر. وهرع أحد الثوار ليدوس على قناع ذهبي سقط من تمثال للقذافي قبل أن ينتزعه آخر ليرفعه علامة للنصر. بينما رفع آخر بندقية استولى عليها من إحدى غرف مقر الزعيم الهائل قائلا إن «قوات القذافي كانت تستخدمها لقتلنا». ومزقت صور القذافي بحماس، بينما كان الثوار يخرجون من مباني المجمع ليعرضوا غنائمهم في الساحة. وما أثار فرحهم اكتشاف مخزونات كبيرة من الأسلحة والذخيرة. وحتى سيارات الجولف الصغيرة التي كان يحلو للقذافي نقل ضيوفه فيها، خرجت من المباني يدفعها المقاتلون. وعرف القذافي بغرابة أطواره وقام البعض في مناطق جنوب الصحراء بتنصيبه «ملكا لملوك إفريقيا». وكشف ثائر ليبي يرتدي قبعة عسكرية مزركشة أنه عثر عليها في غرفة نوم القذافي وأنه يعتزم إهداءها لوالده الذي عانى كثيرا من العقيد وأتباعه. وتحدث المقاتل الملتحي الذي عرف نفسه باسم «الويندي» مع تليفزيون «سكاي نيوز» البريطاني وكان بين عدد من مقاتلي المعارضة الذين اقتحموا باب العزيزية، أمس الأول، واستولوا على أسلحة ومتعلقات القذافي. وقال المقاتل وهو يرفع القبعة وحوافها مشغولة بالذهب عن رأسه، إنه دخل غرفة نوم القذافي وأخذ يتعجب لوقوفه في المكان، ثم وجد القبعة. وذكر أنه حارب في صفوف قوات المعارضة في الجبل الغربي قبل أن تتقدم صوب طرابلس وتقتحم مقر القذافي. وقال الويندي إنه فخور بهذه اللحظة التي انتظرها الليبيون 42 عاما.