يبقى العيد ذو نكهة وإن تغيرت هذه النكهة عن السابق، أما نكهته الحالية وتحديدا في الرياض فتكمن في الاحتفالات التي تقيمها أمانة منطقة الرياض من خلال الأنشطة والمسرحيات التي تقدمها مشكورة.. كما أن هذه المسرحيات تستوعب مواهب عدة، ولكن هذه المواهب تختفي بعد اختفاء هذه المناسبات الاحتفالية، وأقصد هنا حضورهم التليفزيوني فأين هم ومن غيبهم؟ وتغييب المواهب أصبح على كافة الأصعدة وكأن هناك حربا إجرامية على المواهب.. في القانون يتم تطبيق السجن والحد بحق القاتل، عقوبة له على ما اقترف بحق نفسه والآخرين.. سؤالي الذي يرفع نفسه «فوق. فوق. فوق» ويضرب نفسه إلى الأرض مرة أخرى. يقول هناك أشخاص مجرمون قتلوا العديد من الفنانين، من مطربين موهوبين ومذيعين مميزين، وممثلين رائعين، ومعلقين رياضيين واعدين، ومخرجين شباب ينتظرون الفرص. فلماذا لا نطبق على من نحر مواهبهم السجن والمساءلة؟ لماذا لا نحاكمهم، أو على الأقل نسائلهم؟ أين ذهبت هذه المواهب؟.. أين من صارع ليصل؟.. أنا أعتقد أن مصير هؤلاء هو مصير الخريج الجامعي إن لم يجد عملا.. سيكون عاطلا فنيا، وهذا العاطل مثله مثل أي عاطل عن العمل، أكيد سيفرغ موهبته بالانتقام من هذا المجتمع الذي أهمل مواهبه، وسيستغل موهبته في التمثيل في التزوير والكذب والخداع. ومن هو؟ موهوب في الرقص سيغلق الشارع مع زملائه ويرقص رغما عن الجميع. وبعدما يحرق أعصاب الجميع سيركب سيارته ويغادر. وهكذا كل موهبة. كم من شاب طرق باب المنتج الفلاني.. فتركه في صالة الانتظار خمس ساعات حتى كره نفسه وكره موهبته وكره الفن بالجملة! وخرج دون أن يرى سعادة المنتج العام. أليس هذا المنتج ومن على شاكلته جديرا بأن يسجن في قفص من الحديد وينقل إلى سجن جوانتانامو الفن؟ وما يقهر هؤلاء الشباب الضحايا أنهم يشاهدون من هم أقل منهم موهبة، وهم يخرجون على شاشات التليفزيون وأصبحوا ممثلين مشهورين؛ لأنهم يتحصنون بالواسطة أو يدفعون لمدير الإنتاج مبلغا ليخرج في المسلسل الجديد.