منذ سنين طوال، ظل «سباق المشاهدين» ذو الصبغة الرمضانية المختلطة بكاريزما حامد الغامدي، مرتبطا بأذهان مشاهدين لا يقوون على السباق أصلا، إلا من خلال رسائل جوال ومكالمات، قد تفصلهم خطوطهم الهاتفية نهاية الشهر، مع ميزانية تثقل كاهل المقتدر قبل البسيط. برنامج المسابقات الشهير جذب اتصالات من نجران ومدريد، ومن رفحاء وكوالالمبور. فاز فيه سائقون ومديرو عموم، واستخدمت من خلاله جوالات ربات منازل وخادمات، وسقط فيه مثقفون، وارتقى عبره أميون قابعون بين زملائهم، الذين يوجهونهم تارة للصواب وتارات للخطأ. أما من اقتسم الكعكة ونال منها ثلاثة أرباعها، فهم الضيوف الرئيسون من الممثلين، وثمة جمهور لا يعرف من أين أتوا، لكنهم حضروا. غاب ممثلون عن المشهد الفني، ووجدوا في «سباق المشاهدين» خير وسيلة للقفشات والنكات والظهور حتى إن كان خجولا، لأن الموقف لا يحتاج سوى ابتسامات وتأويلات خاطئة وصائبة، وتنفيذ مشاهد لا تستند إلى نص سوى النظر إلى المعد «الغامدي» بنصف نظرة، وإلى المشاهدين بنظرة كاملة؛ كي يؤكدوا وجودهم في السباق الذي يقطع أنفاس كثيرين ممن «توهقوا» لنيل سيارة أو حفنة ريالات. البحث عن برامج مشابهة أو منافسة فضائيا، لا يفضيك إلى مثل تلك «الكوميديا المفتعلة». لكن قد تتراقص على «حرف جديد» مع محمد الشهري، وهو يردد «عطونا الحروف يعطيكم العافية»، وسط جوقة موسيقية ولمة جمهور يمين المذيع، تجعل المتصل يضحك أو يضيق ذرعا، فتضيع إجاباته إلى أن يسعفه الشهري ب«فزعة غش» أو نصيحة انسحاب. بعيدا عن إعلان الآكشن ل«حروف وألوف» ووجود الممثلين «الفاضين» مع الغامدي، ترى ما الصيغة المنتظرة لبرامج المسابقات.. السر لدى جورج قرداحي فقط.