يستعد الإعلامي جورج قرداحي لبدء مغامرة جديدة عبر قناة “الحياة”، بعد غياب سنتين عن الشاشة، حيث سيطل في مايو المقبل في برنامجه الجديد “المليونير”، بعدما اكتملت معاملات “الطلاق” بينه وبين قناة “ام بي سي”، القناة التي كانت قد علقت عرض برنامجه الجديد “انت بتستاهل” في أعقاب موقفه المنحاز الى جانب النظام السوري. ويقول قرداحي لصحيفة “السفير” مع الصحافية فاتن قبيسي انه قدم استقالته الى إدارة “ام بي سي”، “بعدما تأكد لي أن قرارا سياسيا صادرا من السعودية، لا أعلم من أي جهة تحديدا، لا يقضي بتعليق “أنت بتستاهل”، الذي كان مقررا عرضه بين عيدي الفطر والأضحى في العام الماضي فحسب، بل علمت بعد أشهر قليلة أن ثمة قرارا رسميا يحظّر ظهوري كليا على الشاشة”! وقرداحي الذي كان وقع عقدا لمدة ثلاث سنوات مع “ام بي سي”، استقال قبل انتهاء مدة العقد بسنتين، ويقول: “لا يمكنني أن أنتظر حتى تهدأ الأمزجة لأستأنف عملي. فأنا منذ سنتين بعيد عن الشاشة بسبب هذا العقد الحصري، والإعلام لا يرحم ويتطلب منا العمل باستمرار، خصوصا أن هناك قنوات أخرى مستعدة للتعاون معي، وفتحت أمامي شاشاتها. لذا اخترت قناة “الحياة”، باعتبارها الأنسب لي”. وعما إذا كان نتج عن خرق العقد أي مترتبات مادية أو قانونية، يوضح قرداحي أن “لا غرامة ولا تعويضات نتجت عن الاستقالة. فأنا لم أغادر القناة في جو من الخلاف، بل قدمت استقالتي الى رئيس مجلس الإدارة الشيخ وليد ابراهيم باحترام، نظرا الى تاريخي في هذه القناة، وعلاقتي بها ووفائي لها. وأخذت الاستقالة مجراها القانوني”. ويستغرب الحملة الإعلامية القاسية التي شنت عليه في السعودية، عقب تصريحه أن “هناك وسائل إعلامية تتآمر على سوريا”، ما دفع القناة الى تعليق برنامجه “احتراما للشعب السوري”. وقال: “ليس ورائي حزب أو حكومة، وبالتالي لا أحد ملزم بموقفي. ندّعي أننا من أنصار الديموقراطية وحرية التعبير، وهذا ما حصدته نتيجة التعبير عن رأيي. وهذا يؤسفني جدا كما أصابني بخيبة أمل”. وقرداحي الذي كان بدأ عمله في “ام بي سي”، في نهاية العام 1999، سرعان ما لمع نجمه مع إطلاق “من سيربح المليون”، الذي أنتج على مواسم عدة، محققا نسبة مشاهدة عالية. ولا يخفى على كثيرين أن قرداحي ساهم من خلال حضوره وحسن إدارته للبرنامج، في تصنيف القناة كواحدة من القنوات المنافسة عربيا. ومع الوقت أصبح يشعر المشاهد بأن هناك تلازما وتكاملا في نجاح كل من الرجل والقناة معا. ويقول قرداحي بهذا الصدد: “عندما بدأ “من سيربح المليون” لم تكن “ام بي سي” الشاشة الأولى عربيا، بعدها أصبحت كذلك. وكثير من الزملاء كانوا يقولون لي ان “وجهي خير” على هذه القناة، وهذا ما أتمناه أيضا لتلفزيون “الحياة”. و”المليونير” هو اسم آخر لبرنامج “من سيربح المليون”، اشترت “الحياة” حقوقه من الشركة المنتجة، بعدما تخلت عنه “ام بي سي” منذ سنة. وفيما يتم اليوم تجهيز الاستديو واختيار المتسابقين، فمن المقرر أن يبدأ تصوير “المليونير” في نيسان، لينطلق على الشاشة في أيار المقبل. وعن سبب عدم اختيار برنامج جديد، يقول: “إنه البرنامج الذي أحببته وأحبه الناس. ونتمنى أن نضفي عليه تجديدا وجاذبية لإسعاد المشاهدين”. وعن انتقاله الى قناة أقل انتشارا من “ام بي سي”، يعلق قرداحي بالقول: “لا شك أن “ام بي سي” هي الأولى عربيا. لكن هناك قنوات أخرى تطمح الى منافستها. “الحياة” أصبحت لديها أربع قنوات، وأفضل البرامج السياسية والإخبارية والترفيهية، وكل المقومات التي تجعل منها قناة عربية وليس مصرية فقط. وقد أصبحت اليوم القناة الأولى في مصر، والثانية من حيث نسب المشاهدة عربياً”. وعما إذا كانت لدى الناس قابلية لمشاهدة برنامج مسابقات، في ظل الوضع العربي الراهن، يقول: “الدول التي مرت بما يسمى “الربيع العربي”، هي أساسا غير مهيأة لتفتح قناة تلفزيونية، الا لمشاهدة الأخبار على الأرجح. فلديهم من الهموم ما يكفي. لكن على القنوات أيضا الا تتوقف عن تقديم البرامج والتنويع بها”.