عندما يعلن الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، خوفه على مستقبل لاعبي المنتخب السعودي للشباب من خلال عدم مشاركتهم أساسيا مع أنديتهم، فهو بذلك يحيل مصير هؤلاء النجوم للأندية، الأمر الذي يعني تكرار أخطائنا السابقة، على اعتبار أن هذه الأندية أثبتت التجارب أنها لا تنتصر إلا لمصالحها الوقتية بعيدا عن الهم الوطني الخالص.. وبالتالي لا بد أن يبادر الاتحاد السعودي لكرة القدم بمعالجة هذا الخلل الذي تجرعنا بسببه الحسرات على نجوم انطفأ بريقهم من جراء ممارسات وضغوط هذه الأندية تجاههم، وخسرتهم كرة القدم السعودية لأسباب كان يمكن أن يتم تجاوزها لو وقف الاتحاد السعودي معهم وحماهم حينها من عبث الأندية وإداراتها. وفي سبيل ذلك أتصور أنه من الأجدى أن يجد الاتحاد السعودي لكرة القدم آلية محددة للحفاظ على نجومنا الشباب.. وأن يستفيد من أخطاء الماضي.. فنحن نتفق على أننا في مرحلة انتقالية.. تحتاج إلى تنامي الأفكار والمقترحات حتى يتحقق الهدف المنشود بإذن الله.. ولهذا فإنني أقترح على الرئيس العام والمسؤولين في الاتحاد السعودي أن يتم حشد الجهود لوضع خطة تسويقية لهؤلاء الشباب من أجل احترافهم خارجيا، من خلال تعويض أنديتهم بمبالغ مادية بمتوسط خمسة ملايين، الأمر الذي يعني أن احتراف ثمانية لاعبين من منتخب الشباب سيكلف خزانة الاتحاد السعودي 40 مليون ريال، ولا أظن أن هذا المبلغ كبير على اتحادنا وهو الذي دفع للهولندي فرانك ريكارد أكثر من 45 مليون ريال مع احتمالية فشله، في حين أن هذه الخطوة متى ما تمت فإن انعكاساتها على مستقبل الكرة السعودية ستكون إيجابية، لخلق أجيال جديدة من اللاعبين المحترفين الحقيقيين والمؤهلين لخدمة المنتخب السعودي لأكثر من عقد.. نحتاج فقط إلى أن نعيش التجربة، فالاتحاد السعودي إذا ما نشد النجاح فعليه طرق أبواب جديدة وأفكار من شأنها تطوير اللاعب السعودي الذي يجب أن يكون هو محور الاهتمام... ولا أدري متى يستهدف الاتحاد المدربين بدفع المبالغ الطائلة.. في حين أنه يحيل لاعبيه إلى الأندية التي تسير باتجاه آخر وفق مصالحها الخاصة التي هي في معظمها تتعارض مع هموم الاتحاد السعودي..!