أكد لاعب فريق الاتفاق السابق المنتقل حديثا إلى التعاون حسين النجعي أن هنالك أشخاصا يحملون له العداء والكراهية في ناديه السابق على الرغم من السنين الطويلة التي قضاها داخل أسواره. وأوضح النجعي أنه كان قريبا من الانتقال إلى الاتحاد بعد اجتماعه مع الرئيس السابق منصور البلوي الموسم الماضي عقب دخوله فترة الستة الأشهر الأخيرة من عقده، إلا أن رياح التغيير أتت بما لا يشتهيه الطرفان ما تسبب في فض الاتفاقية بينهما.. النجعي الذي وقع قبل أسابيع لنادي التعاون كشف عن الكثير من الأمور التي عصفت بوجوده داخل الاتفاق وأمور أخرى تقرؤونها في هذا الحوار: كيف سارت المفاوضات معك قبل انتقالك إلى التعاون؟ كانت رغبة إدارة نادي التعاون واضحة معي وكانوا يتابعون عن كثب ما سيؤول إليه وضعي الاحترافي مع الاتفاق خصوصا بعد دخولي فترة الستة الأشهر الأخيرة من عقدي، وحينما علموا أن الإدارة الاتفاقية لم تخاطبني لتجديد العقد فضلوا الاتصال بي والاجتماع معي والدخول في مفاوضات رسمية. لا أخفيك أنني تلقيت اتصالا شخصيا من رئيس التعاون المهندس محمد السراح بهذا الخصوص، وتفاعلت كثيرا مع اتصاله في ظل علاقتي الطيبة مع جميع التعاونيين بعد نجاحي في التجربة الاحترافية السابقة معهم حينما كان الفريق يلعب بدوري الأولى والتي ساهمت فيها بتحقيق إنجاز الصعود لدوري زين. ماذا عن العروض الأخرى؟ في بداية دخولي فترة الستة الأشهر الأخيرة التقيت رئيس الاتحاد السابق منصور البلوي في جدة وعملت اتفاقية معه لأكون ضمن صفوف الاتحاد الموسم المقبل، ولكن أتت الرياح بما لا يشتهيه الطرفان وانفضت تلك الاتفاقية، ثم تلقيت عرضا مغريا من نادي الفيصلي، تلاه عرض التعاون واخترت في النهاية التوقيع للأخير لموسم واحد بعد قناعة تامة. متى التقيت البلوي تحديدا؟ وماذا دار بينكما؟ كان لقاؤنا «مصادفة»، حينما كنت ضمن بعثة الفريق المتوجهة إلى مكةالمكرمة لمواجهة الوحدة في نصف نهائي كأس ولي العهد، وبعد المباراة مباشرة وتحديدا منتصف الليل اتصل بي شخص من طرف البلوي وقال لي إن «أبو ثامر» يريد مقابلتي في جدة والتفاوض معي في سبيل نقل خدماتي إلى الاتحاد، وبالفعل رحبت بالموضوع وقابلت البلوي شخصيا وجلسنا على طاولة واحدة واتفقنا على كل شيء ثم وقعنا عقد انتقال لموسمين، ولكن كما أسلفت أن الأمور لم تأتِ بعد ذلك كما يشتهيه كل طرف، والحمد لله على قضائه وقدره، ولعل في الأمر خيرا. هل كان العقد ملزما بينكما؟ لم يكن ملزما، ولكن كان بيننا اتفاقية على الانتقال ولم تتم بصفة رسمية، فكان من الطبيعي أن يلغى العقد. يقال إنك رضخت للمغريات التي قدمها البلوي دون تفكير؟ لم أضع المادة في الحسبان كشرط انتقال للاتحاد، فهو ناد كبير وله جماهيرية واسعة والفريق لديه أرض خصبة تساعد أي لاعب على البروز، وأغلب لاعبيه زملاء لي، وحينما كلمني البلوي رحبت به. أما بالنسبة إلى المغريات كما ذكرت، فإن البلوي تعهد أنه سيوفر لي كل ما احتاج إليه بما يضمن راحتي وتقديم المستوى المعروف عني. برأيك لماذا لم يتعهد البلوي بعد انسحابه من الوسط الرياضي بتقديمك هدية لإدارة محمد بن داخل؟ قبل أن أوقع للتعاون بأيام، كنت متواصلا مع شخص مقرب من البلوي، وذكر لي أن «أبو ثامر» لا يزال يريدني ومتمسك بي، وقال لي أيضا إن البلوي اجتمع مع إدارة محمد بن داخل بعد فوز الأخير بالرئاسة ليناقشه في إمكانية ضمي للاتحاد. وهل أنت حزين لعدم اكتمال هذه الاتفاقية وضياع فرصة ارتداء الشعار الاتحادي؟ لست حزينا، ولكنها كانت بمثابة الفرصة الثمينة لكي أبين للناس أنني ما زلت موجودا وقادرا على العطاء، وكما قلت لعل في الأمر خيرا، وبعد العرض الاتحادي فتحت لي أبواب رزق وانهالت علي العروض ووقعت في النهاية لصالح التعاون، وسأسعى جاهدا لبذل قصارى جهدي وأقدم كل ما بوسعي لإسعادهم. بعد جلوسك على طاولة التفاوض مع البلوي، ظهر وكيل أعمالك وأكد أنه لا يعلم شيئا عن الموضوع، وأنك لم تبلغه ما ردك؟ لا يزال محمد النعيمي وكيلا لأعمالي، ولكني تحدثت وقتها مع مساعده أحمد العتيبي وبينت له أن البلوي قصدني وتفاوض معي شخصيا ولم يقصد النعيمي، وليس لي ذنب إن كان الأخير غاضبا من الموضوع، فهو لم يخدمني لا من قريب ولا من بعيد، وتبقى علاقتي مميزة مع لاعبي ومسؤولي الأندية الأخرى فإذا رغبوا في تحدثوا معي شخصيا، ووقتها لا أطلب منهم أن يعودوا لوكيل أعمالي لأني أعرفهم وأتفاوض معهم بنفسي ولا أحبذ إقحام وكيل أعمالي في المفاوضات لأنه لم يسع في موضوعي من الأساس، وليس من حقه أن يظهر للإعلام ويتكلم بما لا يعلم. ولكن ربما كان يخشى من ضياع حصته في حال تمت الصفقة؟ لا أعتقد أن النعيمي تطرق لمسألة المادة أو ما شابهها، وحتى لو انتقلت إلى نادٍ آخر دون أن يكون للوكيل دور في الصفقة لا من قريب ولا من بعيد فلا يحق له أن يطالب بحصته من الصفقة بحسب ما قاله له أحد مسؤولي الاتحاد السعودي. بصراحة.. لماذا لم تجدد الإدارة الاتفاقية عقدك؟ لعلم عند الله.. ولكني تحدثت مع الأمين العام للنادي أحمد الدوسري بعد دخولي فترة الستة الأشهر الأخيرة من عقدي وشرحت له موقفي وأني لا بد أن أحدد مستقبلي، ثم أثنى علي وقال لي إني ابن النادي وان الرئيس عبدالعزيز الدوسري يقدرني، ثم قابلته بعد أسبوع وأكد مرة أخرى أنهم اجتمعوا في النادي وقرروا تأجيل موضوعي إلى نهاية الموسم الماضي، وأنا في قرارة نفسي أرفض الانتظار خصوصا بعد أن وصلني عرض الاتحاد من البلوي ووقعت اتفاقية انتقالي للاتحاد قبل أن يأخذ هذا الموضوع منحى آخر ثم فضت الاتفاقية، وقد يكون ذلك سببا في عدم التجديد. وهل قدموا عرضا رسميا للتجديد معك؟ لم يصلني أي عرض رسمي منهم. وهناك قاعدة ثابتة في النادي أن إدارة النادي لا تقدم أي عرض للاعب دخل فترة الستة الأشهر الأخيرة إلا قبل نهاية عقده بشهر أو شهرين. كيف كانت علاقتك مع مسؤولي النادي؟ علاقتي جيدة مع شخصين فقط هما رئيس النادي عبدالعزيز الدوسري ومدير الكرة خالد الحوار اللذان وقفا معي في أزمتي وظروفي الصعبة التي واجهتني الموسم الماضي، أما البقية للأسف سهل عليهم أن يقدموا كلاما معسولا في وجهك ويطعنوك من الخلف. هل أنت مقتنع بمستواك الموسم الماضي؟ مقتنع بنسبة 20 30 % فقط، ولدي إحساس وشعور غريب أن هناك أشخاصا داخل النادي يقفون ضدي ولا يرغبون في وجودي وربما يكرهونني، وهم يعرفون أنفسهم جيدا دون ذكر أسماء. ربما لأن مستواك لا يشفع لك بالبقاء؟ بعد نهاية إعارتي للتعاون عدت لتمثيل الفريق في بداية الموسم الماضي، وشاركت في معسكر ألمانيا، وفي أول تمرين تحدث معي المدرب الروماني إيوان مارين وقال لي بالحرف الواحد «أنت يا حسين اللاعب الأول عندي وبالفعل شاركت في جميع المباريات الودية التي لعبناها وأظهرت حماسا كبيرا لتأتي أول مباراة لنا بالدوري وأشارك كأساسي وبعد مرور ثلاث مباريات أبقاني احتياطيا ثم أعادني أساسيا وبدأت أقدم مستوى مغايرا.. وفي أحد التدريبات وتحديدا قبل سفرنا إلى الإمارات بأسبوع حيث أقمنا معسكرا إعداديا قصيرا نظرا إلى توقف منافسات الدوري منتصف القسم الثاني، استدعاني وتحدث معي على انفراد وسألني عما بقي في عقدي فأجبته «ثمانية أشهر».. فقال لي سأخاطب الإدارة لكي يجددوا معك.. وبعد أن عدنا من هناك تأثرت نتائج الفريق لتتم إقالة المدرب بعد خسارتنا من الفتح ثم أتى بعده التونسي يوسف الزواوي ولم يكن يعرف اللاعبين ولا حتى مستوياتهم فكان هناك من يملي عليه بأن يشرك هذا اللاعب ويبعد ذاك.. فكان الزواوي يتحدث معي ومع صالح بشير ويمتدحنا ويثني علينا لذلك أظهرنا حماسا في التدريبات، وأيقنا بأن فرصتنا ستكون أفضل، ولكن ظل الحال كما هو وأصبحنا نشارك ضمن البدلاء حتى نهاية الموسم ولا ندري ما السبب. إذن أنت محبط نفسيا من الجو العام للفريق؟ مثلت النادي في جميع الفئات السنية، ولم أكن أتخيل نفسي خارج أسوار النادي. ربما سأشعر بالحزن بسبب ابتعادي عن زملائي اللاعبين، ومن قبلهم رئيس النادي عبدالعزيز الدوسري، ومدير الكرة خالد الحوار، وجمهور النادي، أما الباقي فلا يهموني أبدا. هل ترى أنك «مظلوم»؟ نعم.. خصوصا من أولئك الذين وقفوا ضدي، ولكن هنالك كلمة أهمسها في أذنهم أقول فيها: إن البطولات الأخيرة التي تحققت للفريق كنت سببا فيها بعد الله سبحانه، وسأعلمهم جيدا من أكون بعد انضمامي للتعاون. في حال بروزك مع التعاون، فهل ستعود للاتفاق لو قدموا لك عرضا رسميا؟ إن كانت لي رجعة للاتفاق فستكون من أجل الرئيس عبدالعزيز الدوسري .