تعودت مدينة مرسيليا الفرنسية على التأقلم مع أجواء شهر رمضان المبارك منذ أعوام عديدة، حيث يزداد إشعاع ثلث سكانها العرب والمسلمين، حسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية. ويحترم الفرنسيون، في ثالث أكبر مدن البلاد الصائمين، عادات المسلمين في رمضان ويتم تعطيل العمل في الكثير من المقاهي نهارا لتفتح قبل أذان المغرب، فيما تنظم موائد إفطار رمضانية في البيوت والمطاعم الشمال إفريقية يدعى لها الفرنسيون، وتسود فيها الأجواء العربية وتلاوة القرآن، ثم رفع أذان المغرب ثم إفطار رمضاني على التمر والبريك التونسي والشوربة الجزائرية أو الحريرة المغربية. ويختتم الزبائن الصائمون وضيوفهم إفطارهم بوجبة رئيسة يخيرون فيها بين الكسكسي والمكرونة «السباجيتي» وغيرها من الوجبات المغاربية. وأصبح هذا المشهد أمرا عاديا في جنوبفرنسا الذي يطل على البحر الأبيض المتوسط خاصة في مرسيليا، حيث أصبح ثلث السكان من أصول شمال إفريقيا بينهم نحو 100 ألف تونسي و 140 ألف جزائري و 40 ألف مغربي. ووصل بعض هؤلاء العرب إلى مرسيليا منذ 45 عاما مثل التونسي العروسي الوسلاتي، الذي أصبح شخصية فرنسية رسمية منتخبة في مجلس مقاطعة الجنوب، لكنه لا يزال متمسكا بالصوم وأجواء رمضان وجذوره العربية. وتتواجد في المدينة محال بيع الحلويات التونسية والمغربية، حيث تنتشر قصص مثيرة عن عرب مرسيليا وصداقاتهم ببقية الفرنسيين. ويبدو أن هذا التيار جر الرسميين من دول شمال إفريقيا، فأصبحت القنصليات والسفارات تنظم موائد إفطار للصائمين، خاصة الطلاب والعزاب. وهناك مسامرات رمضانية دينية في المساجد والقاعات العامة والأندية التابعة للمؤسسات الحكومية، فيما يتم تنظيم صلاة العيد في قصر المعارض الاقتصادية الكبير بمرسيليا.