مشروب السوبيا والذي يعد ماركة مسجلة لدى المكيين حيث يعتبر المشروب الشعبي الأول لأهالي مكةالمكرمة في شهر رمضان المبارك. فما إن يهل هلال الصيام إلا وينتشر باعة السوبيا في الأحياء والطرقات، والذي تزدان به السفرة الرمضانية المكية طيلة الشهر الكريم. وعلى مدى 40 عاما امتهن العم طلال خضري، إعداد وبيع مشروب السوبيا، حيث نجلب الشعير الصيفي من مدينة الطائف؛ لنصنع به مشروب السوبيا، كما نضيف حبات الهيل والقرفة أو الشوفان أو الزبيب على هذا المشروب، فتخلط بمقادير مناسبة، وتأخذ السوبيا اللون الأبيض، إلا أنه يتم إضافة مواد أخرى مثل الكوجراتي، لتضفي عليها اللون الأحمر. من جانب آخر أوضح معاذ الرواس أن مشروب السوبيا في مكةالمكرمة يتصدر موائد الإفطار الرمضانية بمكةالمكرمة، حيث إن لها طعما آخر في الأجواء الرمضانية «فهو ألذ وأطعم مشروب يقبل عليه المكيون خلال شهر رمضان المبارك، فتجد خلال هذا الشهر تنتشر أعداد كبيرة من الباعة مغتنمين كثرة الإقبال على هذا المشروب خلال هذا الشهر، ويصل سعر الكيس الواحد من السوبيا إلى خمسة ريالات، إضافة إلى أن هناك من يقوم بتوصيله للمنازل بسعر ثمانية ريالات للكيس الواحد، مضيفا بالقول أن الناس يشعرون بحلاوة الإفطار بالسوبيا؛ ولذا من الطبيعي أن نجد الزحام المتواصل أمام مواقع بيع السوبيا في أحياء مكةالمكرمة، فتجد أهل مكة يحرصون على شرائها وكذلك الزوار والمعتمرين». ويشير الباحث الصحي جمعة الخياط إلى أن سوبيا الشعير عبارة عن مواد طبيعية ذات فائدة كبيرة لجسم الصائم، فتشير دراسات طبية لقدرتها على تخفيض كوليسترول الدم والذي يعمل على حجز أملاح الصفراء، ويفتقر النوع المعد من الشعير لنوع البروتين المسمى جليوتين والذي يتوفر في المصنعة من الخبز الجاف، وكلا النوعين يحتويان على نسبة عالية من النشويات، وتزداد قيمتها الغذائية بوجود السكر بها. كما يمتاز الشعير بأنه مشروب مبرد مقبول، وتمنح عملية تخمير السوبيا نسبة جيدة من الحموضة بحامض اللاكتيك المرغوب، مضيفا أن هناك دراسة طبية حديثة تشير إلى أن مشروب السوبيا له إيجابيات وسلبيات، فمن إيجابياته أنه كلما كانت نسبة السكر فيه قليلة، كانت له فائدة للجسم، وخاصة سوبيا الشعير، ولكن إذا كان يحتوي على صبغات ملونة فإنه يمثل خطرا يهدد صحة الإنسان حيث إن الصبغات بشكل عام تؤثر في جسم الإنسان وخاصة المصنعة منها.