يعتبر مشروب (السوبيا) أحد أهم المشروبات الرمضانية المرطبة والمغذية للجسم والمشهورة على مستوى الحجاز إلا أن جودة إعدادها والتفنن بصنعها والإقبال الواسع على تناولها لا يوازيان بما له من مكانة لدى قاطني الحجاز خاصة في شهر رمضان المبارك. ويصنع شراب السوبيا من مكونات الشعير أو الخبز الناشف أو الشوفان أو الزبيب ويضاف لها بعد تصفيته مقادير من السكر وحب الهيل والقرفة تخلط بمقادير متناسبة ويضاف لها الثلج للتبريد ويعرض بألوان متعددة الأبيض وهو لون الشعير والأحمر مضاف له نكهة الفراولة والبني مضاف له التمر هندي وينصح بتناولها خلال يومين أو ثلاثة لأنها تفقد قيمتها الغذائية بعد ذلك وتصبح مخمورة. العديد من سكان محافظة الطائف اعتبروها مشروبا أساسيا على مائدة إفطارهم الرمضانية هذا وتتراوح سعر السوبيا من مكان الى آخر ففي الطائف ومكة وجدة والمدينة المنورة اشتهرت سوبيا الخضري والوصابي والبيشي بأسعارها المختلفة ووصل أعلى سعر لمشروب السوبيا 10ريالات ولكن في المناطق المبتعدة عن المحافظات وصل سعرها الى 15ريالا كون البائع يحتسب أجرة وتكلفة الطريق الشاقة مضيفاً بذلك 5ريالات كأجرة اضافية. وعرف بائعو السوبيا ببساطهم فقد تجدهم في كل ركن لشارع أو بجوار سوق أو وسط الحواري ويشهدون إقبالا كثيفاً وخصوصاً قبيل الإفطار بدقائق معدودة. ومن جهة صحية تعتبر السوبيا ذات قيمة غذائية جيدة سواء كان إعدادها من الشعير أو الخبز الجاف أو الزبيب فالتي من الشعير غنية بالألياف الذائبة (النوع المسمى بيتا جليوكان) والتي تشير دراسات طبية لقدرتها على تخفيض كولسترول الدم والذي يعمل على حجز أملاح الصفراء ويفتقر النوع المعد من الشعير لنوع البروتين المسمى جليوتين والذي يتوفر في المصنّعة من الخبز الجاف وكلا النوعين يحتويان على نسبة عالية من النشويات وتزداد قيمتها الغذائية بوجود السكر بها ويمتاز الشعير بأنه مشروب مبرد مقبول وتمنح عملية تخمير السوبيا نسبة جيدة من الحموضة بحامض اللاكتيك المرغوب وكما هي لذة السوبيا وقيمتها الغذائية فإن طريقة إعدادها في غياب نظافة وعناية صحية تجعل من احتمال تلوثها بكميات كبيرة من بكتيريا القولون المسماة (كولاي) المسببة للمغص والإسهال والتسمم الغذائي أمراً لامحاله من