يترقب المكيون والزوار والمعتمرون إطلاق سبع طلقات من مدفع رمضان و16 حزمة ضوئية من ساعة مكةالمكرمة، والتي سيتم تشغيلها بالكامل في هذا العام. وللمرة الأولى تتوافق مسامع أهالي مكة مع أبصارهم في سماع دوي مدفع رمضان، ومشاهدة أضواء ساعة مكة، فور إعلان دخول شهر رمضان المبارك لهذا العام. فالطلقات السبع يطلقها مدفع رمضان من أعلى قمة جبل المدافع بمكةالمكرمة، والذي اكتسب هذا الجبل الشامخ تسميته من موقع دوي المدافع، حيث يقع المدفع على مساحة صغيرة لا تتجاوز 10×10 أمتار مربعة، مطلا على حي جرول ومعتليا جميع أحياء مكةالمكرمة، حيث تقوم كاميرات التلفاز بتصويره لحظة الإطلاق معلنا موعد الإفطار، حيث اعتاد المكيون سماع صوته الندي الذي ينبههم بدخول الشهر الكريم، حتى اعتبر صوت دوي المدافع سمة من سمات شهر رمضان الكريم في مكةالمكرمة، والذي يترقبه الصائمون سواء في ساحات المسجد الحرام أو في الأحياء المجاورة للحرم المكي الشريف. ويعتقد المكاويون والزائرون أنه على الرغم من التطور التقني والتكنولوجي وتعدد وسائل الاتصالات والإعلام والتي تعلن موعد دخول المغرب، إلا أن لمدفع رمضان وقع خاص في قلوب الجميع، فعندما يرتفع صوت الحق من مغرب كل يوم من أيام الشهر الكريم يطلقون العديد من الطلقات كما هو الحال قبل موعد السحور، فقد ارتبط المدفع بالذاكرة الرمضانية لدى الكثير من سكان مكةالمكرمة وحتى الزوار والمعتمرين الذين تجدهم ينتظرون سماع صوته، إلى الدرجة التي أضحى فيها صديق الصائمين طيلة أيام وليالي الشهر الكريم. يذكر أن كل طلقة تزن كيلو ونصف الكيلو من البارود، وسيتم إطلاق طلقتين يوميا في تمام الساعة الثانية فجرا لحث الصائمين على الاستيقاظ من نومهم، والتهيؤ لتناول وجبة السحور، إضافة إلى طلقتين للتنبيه بموعد الإمساك أو ما يسمى «لحظة الكفاف» قبل أذان الفجر بعشر دقائق، كما يتم عند إعلان دخول شهر العيد إطلاق سبع طلقات، وعند أذان الفجر يتم إطلاق أربع طلقات، ولحظة تأدية صلاة العيد يتم إطلاق سبع طلقات بحيث يصبح مجموع الطلقات 150 طلقة على مدى أيام شهر رمضان المبارك، تحوي على ما يزيد من 225 كيلو بارود. وعلى الصعيد ذاته سيتم إطلاق 16 حزمة ضوئية عمودية خاصة، تصل في ارتفاعها إلى ما يزيد على 10 كيلو مترات، وتبلغ قوة كل حزمة ضوئية ستنطلق من فوق برج الساعة الواقع على بعد خطوات من الحرم المكي الشريف، 10 كيلو وات، ليصل معدل قوة 16 حزمة نحو 160 كيلو وات «ما يعادل 217.6 حصان»، وذلك إيذانا وإعلانا بدخول شهر رمضان لهذا العام. وتم أخيرا تركيب أكبر مئذنة وهلال مذهب في العالم وذلك في قمة ساعة مكةالمكرمة، التي تعتلي أبراج وقف الملك عبدالعزيز، كما أن أذان المسجد الحرام يبث مباشرة من أعلى ساعة مكة عبر مكبرات صوت خاصة بحيث يمكن سماع الأذان في محيط المسجد الحرام وذلك من مسافة سبعة كيلومترات تقريبا، كما أنه أثناء الأذان تتم إضاءة أعلى قمة ساعة مكة بواسطة21 ألف مصباح ضوئي يصدر أضواء لامعة باللونين الأبيض والأخضر يمكن رؤيتها من مسافة تصل إلى 30 كيلومترا من البرج، وهي تشير بذلك إلى وقت دخول الصلاة، إضافة إلى أن تلك الإشارات الضوئية تمكن ذوي الاحتياجات الخاصة كضعيفي السمع أو الذين يوجدون على بعد من المسجد الحرام من معرفة وقت دخول الصلاة، إضافة إلى أن واجهة الساعة تأتي باللون الأبيض والمؤشرات باللون الأسود نهارا، وباللون الأخضر والمؤشرات باللون الأبيض ليلا .