كان من الصادم جدا ما حدث يوم السبت الماضي من أحداث شغب على أيدي بعض الفتيات المتقدمات للالتحاق بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، فالشغب الذي أدى إلى استنجاد موظفات الجامعة بقوات الطوارئ لم يكن شغبا «بناتيا» ناعما بل كان ثورة عارمة من الغضب والحنق والعنف إلى درجة خلع بوابة الجامعة وإصابة بعض موظفاتها ونقلهن إلى المستشفى! هذه الحادثة غير الاعتيادية التي تناقلتها وسائل الإعلام الجديد صوتا وصورة منذ بداية الحادثة وحتى نهايتها يجب ألا تمر مرور الكرام، فأزمة الجامعة بدأت حينما أعلنت صباح يوم السبت عن إيقاف القبول الفوري للمتقدمات المستجدات للالتحاق بها وذلك عند نسبة 89 % بينما صدر أمر ملكي قبل عدة أسابيع يقضي بخفض نسبة القبول بالجامعات والكليات إلى 70 % أي أن الجامعة وباختصار شديد قد خالفت الأمر الملكي «علنا»! الإعلان الصادر عن الجامعة الذي تضمن إيقاف القبول كان محبطا ومحطما للآمال بلا شك لكن الطريقة التي حاولت المتقدمات أن تعالج بها المسألة لم تكن طريقة حضارية على الإطلاق، فموظفات الجامعة لا ناقة لهن ولا جمل في الأمر، ما هن إلا منفذات للأوامر التي تأتيهن من قِبل الإدارة العليا بالجامعة والتي وقفت مكتوفة الأيدي أمام ما حدث حتى كادت تنهار الجامعة على من فيها، فخرج بعدها مدير الجامعة بالإنابة ليعلن قبول الطلاب والطالبات في برامج كلية خدمة المجتمع دون اشتراط تحصيل الرسوم المقررة حيث ستتكفل الحكومة «مشكورة» بسدادها. أحداث الشغب التي وقعت ستشجع الكثيرين والكثيرات على الإقدام على أفعال مشابهة لما حدث في جامعة أم القرى إن خالفت إحدى الجامعات المنتشرة ببلادنا ما نص عليه القرار السامي، وهذا ما نرفض حدوثه، فمثلما نرفض أن تسلب بناتنا وأخواتنا أبسط حقوقهن في الحصول على التعليم الجامعي وهو ما كفله لهن ولي الأمر بالأمر الملكي الواضح والصريح مثلما نرفض أن تنتهك حرمة الجامعة وأن يتم الاعتداء على موظفاتها اللاتي لا ذنب لهن في قرارات الإدارة العليا. شيء من الحلم من قِبل المتقدمات وشيء من العدل من قِبل الجامعة، سيحل كل المسألة..!