تستعد دور السينما في بعض المدن الأمريكية لعرض فيلم يحكي قصة شبيه عدي النجل الأكبر للرئيس العراقي الراحل صدام حسين يحمل عنوان «بديل الشيطان THE DEVILS DOUBLE» وبطولة الممثل الأمريكي دومنيك كوبر، خلال يوليو الجاري. وكان لطيف يحيى من رفاق الصف لعدي أيام الدراسة، وقد لفت شبهه الكبير به الانتباه وتم اختياره ليكون مرافقا له يجنبه الخطر. وكانت مهمته الأولى في حياته الجديدة تقضي إجراء عملية لأسنانه حتى تصبح ابتسامته شبيهة بابتسامة عدي التي يصفها لطفي بأنها أقرب إلى ابتسامة «القرد». وانتهزت مجلة «نيوزويك» الأمريكية الفرصة لنشر مقتطفات من حكاية الضابط العراقي السابق لطيف الذي عمل لفترة طويلة «فدائيا» أو شبيها لعدي. سأل عدي في عام 1987 لطفي يحيى إن كان يوافق على أن يكون «بديلا» له، أي أن يكون مرافقا له يجنبه الخطر. وحين رفض العرض، عمد عدي إلى احتجازه في زنزانة مريعة وهدد بذبحه مع شقيقته، فوافق في نهاية الأمر. ويوضح يحيى: «خلال الثمانينيات، كنت أعمل ضابطا في الجيش العراقي حين جاءني استدعاء للذهاب إلى أحد القصور في بغداد خلال 72 ساعة. وعندما ذهبت اكتشفت أن عدي صدام حسين يطلبني». وعندما قابلته قال لي أريدك أن تكون الفدائي الخاص بي، بمعنى أن تصد عني محاولات القتل أو الاعتداء. لم أفهم المقصود وسألته: «هل تريدني أن أكون حارسك الشخصي؟». قال: «لا.. لكن المخابرات تقول إننا نشبه بعضنا وأريدك أن تعمل شبيها أو بديلا لي». وحينها شعرت وكأن شخصا ضربني في رأسي بمطرقة. «هل لدي خيار؟» سألت، وفي ذهني أن هذا الأمر مجرد مزحة. ورد عدي قائلا: «إذا رفضت، يمكنك العودة للجيش. ليس لدينا مشكلة معك». لكن هذا لم يحدث وكان كذبة. فعندما غادر لطفي القصر، ألقاه حراس عدي في صندوق سيارة وأخذوه إلى السجن ووضعوه في زنزانة مغطاة تماما باللون الأحمر للضغط عليه وتذكيره دائما بالدماء. وبعد أسبوع، طلب عدي رؤيته مجددا وكان يحاول أن يعذبه نفسيا وهدده، فاضطر إلى الموافقة. «سأفعل ذلك، ولكن اتركوا عائلتي في حالها». وعندها بدأ كل شيء. وأصبح يحيى يشاهد دائما عمليات الاغتصاب والتعذيب والقتل التي كان يقوم بها عدي. وأشار إلى واقعة حدثت في مكتب اللجنة الأولمبية العراقية عندما أمر عدي بإحضار والد فتاة اغتصبها هو للانتقام منه، لأنه حاول أن يشكوه لوالده، وكانت هذه الفتاة ملكة جمال في بغداد. وطلب عدي من يحيى أن يقتل الرجل برصاصة في المخ، لكنه لم يوافق وقام بدلا من ذلك بقطع شرايين يده بسكين محاولا الانتحار. وبعدها لم يطلب منه عدي أن يقتل أحدا. وبعد الاجتياح العراقي للكويت في أغسطس 1990، تلقى يحيى تعليمات بنهب الجيران. وتقدر الأموال التي عاد بها إلى العراق بما لا يقل عن 125 مليون دولار «نحو 471 مليون ريال سعودي». وفي ظل الفوضى التي خيمت خلال حرب الخليج في نفس العام، تمكن يحيى من الفرار إلى الغرب بمساعدة جنود أمريكيين، ثم التقى الصحفي النمسوي كارل فيندل في فيينا، فأثمر لقاؤهما عن هذا الكتاب الذي تحول الآن إلى فيلم سينمائي، يعرض قريبا في أمريكا. «في عام 2003 كنت أشاهد الأخبار في مكتبي في مانشستر بإنجلترا، وعندما سمعت أنه تم قتل عدي من قبل الجنود الأمريكيين، كان لي فنجان من القهوة في يدي، فحطمته مباشرة في شاشة التليفزيون. كنت غاضبا جدا. لم أكن أريد أن أرى عدي يقتل. أردت أن يحاكم على جرائمه أمام القضاء وأن أكون واقفا في المحكمة لأقول انظروا ماذا فعل هذا الرجل بي. أريد العدالة. لكن هذا لم يحدث قط» .