عندما يجد الأطفال البيئة التي تلتقط قدراتهم الإبداعية وتعمل على تطويرها فإنهم يكتشفون أكثر من تلك القدرات ويقتربون من القيمة الحقيقية لما وهبهم الله من مواهب فطرية تجعلهم يرسمون كفنانين كبار، أو يكتبون الأشعار كشعراء مجيدين، أو يبتكرون اختراعات كعلماء يصولون في المعامل والمختبرات. ذلك حدث لأولئك الصغار من أبناء جمعية البر بجدة ودار حضانة الأيتام حينما شارك 18 طفلا وطفلة في ورشة تدريبية حول فن الرسوم المتحركة قدمها الفنان البريطاني غارث جونس ضمن فعاليات معرض «تأثر ويؤثر» في جدة. وأوضح مدير الجمعية محمود باقيس، أن إدارة المعرض منحت الأطفال شهادات حضور الورشة، كما تم الاحتفاء بالأيتام، مضيفا أن رسام الكاريكاتير علي جيلان رسم وجوه الأطفال كل على حدة. ذلك يعني وقوفهم على مهارات إضافية وجديدة تجعلهم أكثر ثقة فيما يمكن أن يبدعوه، فالعمليات الإبداعية تكتسب حرفيتها من الممارسة التطبيقية التي توظف معايير ومبادئ للنشاط الفني والإبداعي عموما. باقيس أكد أن الورشة أسهمت في صقل مواهب الأطفال في مجال الرسوم المتحركة، مشيدا باكتشاف موهوبين وموهوبات في الرسوم المتحركة من بين الأطفال. منظمة المعرض الفنانة فاطمة باعظيم، وعدت بمتابعة مسيرة الأطفال المبدعين والموهوبين في مجال الرسوم والذين تم اكتشافهم في الورشة، مشيرة إلى أنها ستعمل على استضافتهم خلال المعارض المقبلة. وذكرت أن استضافة الأيتام ضمن فعاليات المعرض جاءت استجابة لطلب الداعمين والمشاركين بهدف إدخال الفرحة على قلوبهم، موضحة أن تدريبهم على الرسوم المتحركة يأتي لاهتمام الأطفال بهذا النوع من الفن. وتبقى بعد ذلك كلمة السر في المتابعة والاهتمام بالنشء حتى لا يفقدوا حسهم الإبداعي وحافزهم للتطور، فقدراتهم المكتشفة تؤهلهم للكثير من أجل تطوير المستقبل وفقا لتلك القدرات التي تكبر معهم وتجعلهم يحققون ذواتهم ونيل استحقاقاتهم كمبدعين حقيقيين ترعرعوا على الإبداع بكل تفاصيله الجميلة والمدهشة.