في أول دور سينمائي حقيقي له في فيلم «ثيلما ولويز» في عام 1991، كان أجره «ستة آلاف دولار» وفي أقل من ثماني سنوات وصل أجره إلى «20 مليون دولار» عن دوره في فيلم «نادي القتال» في عام 1999، واليوم يتربع على عرش لقب الممثل الأعلى أجرا في تاريخ هوليود. ذلك خط بياني بسيط لتوضيح مسيرة الممثل صاحب الألقاب الكثيرة، التي أشهرها «أكثر رجال العالم جاذبية» ولكن بين جنبات هذا البيان مسيرة مرة من المثابرة والكفاح شعارها اتبع حلمك، ولو عملت نادلا أو سائقا، أو حتى تنكرت في زي «دجاجة» المهم أنك تسعى لحلمك. ولد «ويليام برادلي بيت» المعروف باسمه المختصر «براد بيت» في عام 1963 بولاية «أوكلاهوما» الأمريكية ونشأ في ولاية «ميسوري» من عائلة متوسطة الحال، حيث كان والده يعمل مديرا لإحدى شركات النقل، ومنذ صباه ظهر ولعه بالتمثيل في المدرسة الثانوية. درس الصحافة والإعلان بجامعة ميسوري، لكن ذلك لم يمنعه من الظهور في بعض الأعمال المسرحية الجامعية والمحلية، إلى أن تملكه حلمه، فقرر فجأة التوقف عن الدراسة الجامعية قبل التخرج بأيام، ولكيلا يغضب والديه ادعى أنه ذاهب إلى مدينة «باسدينا» التي لا تبعد كثيرا عن هوليوود للالتحاق بكلية مركز الفنون للتصميم. وتوجه إلى هوليوود سعيا لشق طريقه في عاصمة السينما العالمية. وحيث كانت الأحلام شيئا ولا تأخذ الدنيا إلا غلابا، فقد خاض حياة الكفاح التقليدية بكل ما تعنيه الكلمة. وتقلب براد بيت في عدد من الوظائف البسيطة كسائق للسيارات، ونادل في أحد المطاعم، وحتى التخفي في زي دجاجة ضخمة أثناء العمل الدعائي لسلسلة مطاعم الوجبات السريعة، وكل ذلك لكي يؤمن المال لدراسة التمثيل في أحد معاهد هوليود، ودون أن يكل وهو يطرق أبواب استوديوهاتها العملاقة، إلى أن أسند له دور صغير في المسلسل الأمريكي الشهير «دلاس» عام 1987، وفي نفس العام اشترك بفيلم «لابلد للرجال». حيث لمس مخرج الفيلم «بيتر وارنر» موهبته، وحاول أن يضعه على أول الطريق، حيث عمل بعدها في عدد من الأدوار التليفزيونية الصغيرة التي لم تجد أي صدى، ولكن الفرصة الحقيقية كانت بفيلم «ثيلما ولويز» من إخراج العملاق «ريدلي سكوت» عام 1991، إذ على الرغم من قلة مساحة دوره في الفيلم، إلا أنه استطاع لفت الأنظار إليه، ليبدأ المشوار بعدد من الأفلام التي اعتمدت على وسامة النجم الشاب في المقام الأول، دون النظر لموهبته وأدائه، وهنا برزت عقبة الجمال حين يحول بين الهدف وصاحبه، لكن براد بيت ذللها بمثابرته عبر التنويع في الأدوار فارضا حضور موهبته الحقيقية، وخصوصا في أفلام «مقابلة مع مصاص الدماء، أساطير الخريف، 12 قردا، الخطايا السبع» وهنا لاقى التقدير الذي استحقته موهبته حين حصد أوسكار أفضل ممثل مساعد عام 1995 عن فيلم 12 قردا، إذ بات بعدها أحد أشهر نجوم هوليود الشباب وأقدرهم على منافسة العملاقة، وهو ما عكسته أفلامه اللاحقة ك«لعبة الجواسيس، سبع سنين في التيبت، نادي القتال، سلسلة أوشن، طروادة». وفي 2008 جاء التقدير الثمين حين حصد جائزة الأوسكار لأفضل ممثل رئيسي عن دوره المبهر في فيلم «حالة بنجامين بوتون الغريبة». تزوج مرتين حتى الآن، الأولى عام 1998 من الممثلة «جنيفر أنيستون» وتطلقا عام 2005 حيث ارتبط بعدها بالنجمة الشهيرة «أنجلينا جولي» والتي رزق منها بثلاثة أطفال بيولوجيين، إضافة لثلاثة متبنين من دول مختلفة.