تستقبل اليوم القرى الحدودية بمحافظة الحرث سكانها الذين غادروها قبل عامين تقريبا إثر أحداث الحد الجنوبي التي شهدتها المحافظة وذلك بعد انتهاء كافة الترتيبات والخدمات اللازمة لاستقبالهم من مياه وكهرباء وتعليم وصحة وغيرها من الخدمات الأخرى التي تهيئ لهم سبل الراحة. وقال محافظ الحرث محمد الشمراني إن العودة ستكون إلى 120 قرية تابعة للمحافظة بعد أن صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين وبمتابعة مباشرة من أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز مراعاة لأوضاع تلك الأسر ورغبتهم الملحة للعودة لقراهم. من جانبها انتهت الشؤون الصحية من جميع الأعمال والتجهيزات الخاصة بعودة مواطني القرى الحدودية إلى منازلهم حيث تم تجهيز المراكز الصحية بتلك القرى وأيضا عودة الانتشار لفرق الرش والاستقصاء الحشري والدركات واكتمال انتشارها في قرى المحافظات وأوديتها. وقال مساعد الناطق الإعلامي لصحة جازان حسين المعشي ل«شمس» إنه تم فتح وإعادة تشغيل مركز الرعاية الصحية الأولية بالخوبة ويجري العمل على إعادة تشغيل وفتح مراكز الرعاية الصحية في المروة وأم الشعنون والراحة، كما تم تجهيز محطة الملاريا بالخوبة والتي تعمل حاليا بكامل طاقتها. وكان أمير جازان تفقد أخيرا محافظة الحرث ووقف على الاستعدادات والأعمال التي تنفذها مختلف الجهات الحكومية الخدمية والأمنية تمهيدا لعودة أسر النازحين إلى منازلهم بالقرى المسموح بالعودة إليها بالمحافظة قبل بداية شهر رمضان. واستمع لشرح عن إنجازات سلاح المهندسين في مجال تطهير القرى؛ حيث تم خلال الأسابيع الماضية تطهير 70 قرية بعد العثور على 54 مقذوفا من مخلفات الحرب ليصل بذلك إجمالي ما تم إتلافه من تلك المقذوفات منذ نهاية حرب درع الجنوب وحتى اليوم أكثر من 400 مقذوف. كما أنهت شركة الكهرباء بمنطقة جازان الأعمال الخاصة بتهيئة وإعادة التيار الكهربائي للقرى المسموح بالعودة إليها. وقد شهدت قرية الخوبة وصول بعض سكانها مبكرا فيما سيكتمل وصول بقية سكان القرى اليوم. إلى ذلك ضربت موجة من الغبار والأتربة الكثيفة محافظات وقرى جازان تسببت في تقليل الرؤية الأفقية وشل الحركة المرورية والتسبب في العديد من الحوادث المرورية خاصة المحافظات الشمالية ومنها صبيا وبيش والدرب، فيما أعلنت أعلنت مستشفيات والمراكز الصحية في القرى والمحفظات حالة استنفار قصوى لاستقبال المرضى الذين يعانون من الأمراض التنفسية. وحذر المتحدث الإعلامي لمرور منطقة جازان النقيب فواز الشريف قائدي المركبات بتوخي الحذر وعدم السير في ذروة الغبار بسبب حجبها للرؤية مما يؤدي إلى عواقب وخيمة. وذكر أن الغبار الذي شهدته المنطقة حاليا تسبب خلال عشرة أيام في وفاة 43 شخصا وإصابة 164 آخرين نتيجة 600 حادث مروري، شهدتها المنطقة خلال هذه الفترة. أما مدير الأرصاد وحماية البيئة في منطقة جازان عبداللطيف عقيل فأشار إلى أن التوقعات تشير إلى موجات غبار أقوى من العام الماضي، مضيفا أن الرياح الموسمية «الغبار» أتت في موعدها في يونيو وستستمر حتى شهر أغسطس .