لم يكن لملتقى البحر الصيفي حضور لافت كما اعتاده الناس في السابق، فقاعة المحاضرات ظهرت وكأنها خاوية من الحضور، سوى نزر يسير منهم حضروا لأداء صلاة المغرب في المكان متوجهين مباشرة إلى القاعة المخصصة للمحاضرات. كما أن الفئة المستهدفة من الشباب أو كما يحلو للبعض تسميتهم «شباب الحواري» لم يكن لهم تواجد ملحوظ أو ربما كان معدوما، ويرجع السبب، بحسب أحد الحضور، إلى أن الفعاليات التي كانت تقام في السابق وتجتذب إليها أكبر عدد ممكن من هذه الشريحة لم تطرح في جدول برامج الملتقى لهذه السنة، ما جعل الكثيرين يعزفون عن الحضور للملتقى والمشاركة فيه. يميز فعاليات الملتقى لهذه السنة أن البرامج الرجالية انفصلت انفصالا كليا عن برامج النساء، الأمر الذي أدى إلى تدني الحضور الكثيف هذه المرة، حيث كانت الأسرة بكاملها تشارك في فعاليات الملتقى حيث المكان المخصص للرجال وقاعة للنساء إضافة إلى قاعات ألعاب للأطفال، غير أن تخصيص أيام لفعاليات الرجال وأخرى للنساء أربكت الحضور الأسري. وأوضح مدير ملتقى البحر الصيفي الدكتور مسعود بن محمد القحطاني أن سبب الفصل يعود إلى أن المساحة المتوفرة لا تتسع لكلا الجنسين المشاركة في الفعاليات «فعاليات الملتقى ستستمر لمدة 21 يوما، مقسمة بين الأنشطة الرجالية والنسائية، حيث بدأت الأنشطة الرجالية وتستمر 12 يوما، بينما الفعاليات النسائية تستمر ثمانية أيام فقط». ويراهن القائمون على الملتقى على تحقيق نجاح كبير في فعاليات هذا العام، مؤكدين أن البرامج التي يحويها الملتقى تخدم جميع فئات المجتمع، وتقدم لهم تجارب ودورات ومحاضرات تفيدهم في حياتهم العامة. ويحتضن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي بأبرق الرغامة فعاليات ملتقى البحر الصيفي لأول مرة، حيث يوفر قاعتين تضمان 24 فعالية، ما بين أمسيات ولقاءات متنوعة المضامين، وعروض للجمعيات، إضافة إلى قاعة ثالثة، تحوي مجسمات تخاطب الروح، وتعرف بقاعة الهداية، كما وفر الملتقى مسرحا للطفل لتقديم الألعاب الحركية والقيم الإسلامية، مؤكدا أن الملتقى ستتخلله أنشطة متنوعة، ومحاضرات، وفعاليات علمية وثقافية، إضافة لمناقشته مجموعة من الموضوعات. ويقدم الملتقى دورات تأهيلية لخريجي الجامعات والثانويات تساعدهم على فهم طبيعة سوق العمل، إضافة إلى برامج تدريبية ومهارات للأطفال تحت سنة 13 عاما، كما لم يغفل الملتقى المتقاعدين من الاهتمام حيث سيقدمون لهم دورة بعنوان: «تصاعد لا تقاعد»، ويبلغ مجموع دورات الرجال 14، بينما تبلغ دورات النساء 16 يستفيد منها أكثر من ألفي متدربة ومتدرب، ويقدم هذه الدورات أساتذة متخصصون في هذه المجالات. وأكد القحطاني أن الملتقى يسعى هذا العام لتحقيق أكبر فائدة، عبر تقديم برامج جذابة، ويستهدف في برامجه الرجال والشباب والنساء والأطفال، ويهدف لشغل أوقات الإجازة الصيفية ورفع مستوى الوعي بين سكان العروس وزائريها، كما يقدم برامج علمية واجتماعية وتدريبية وترفيهية ورياضية وتقديم قيمة علمية وثقافية مضافة تسهم في نجاح مهرجان جدة. وأوضح مدير الملتقى أن الأيام الماضية شهدت عددا من ورش العمل للإعداد للملتقى بمشاركة مسؤولي المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد ونخبة من المهتمين بشأن الدعوة، حيث جرى الاتفاق على طرح حزمة من القضايا على طاولة النقاش في المحاضرات المصاحبة، وأهمها معالجة مشكلات الانحراف في العلاقات بين الجنسين، وتعريف الشباب بمعنى الحرية الحقيقي، والحديث عن الهوية الإسلامية والتوظيف السيئ للتقنية والاتصالات، ومشكلة تنازع الوظيفة بين الرجل والمرأة، إضافة إلى التفكك الأسري والإعلام الهدام، وضعف الانتماء الوطني. ويضيف الملتقى لهذا العام ميزة جديدة وهي إمكانية استعراض مواد وفعاليات الملتقى عبر وسائل الإعلام الجديد مثل «فيس بوك» و«تويتر» إضافة إلى «يوتيوب»، وستعطي هذه الميزة إمكانية متابعة البرامج والأنشطة لمن لا يستطيع الحضور إلى الموقع.