أعلن وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه أن الوقت قد حان كي يتفاوض المعارضون الليبيون مع حكومة الزعيم معمر القذافي، مشيرا إلى تزايد نفاد الصبر إزاء التقدم في الصراع. وأضاف لونجيه أنه يجب على المعارضين عدم انتظار هزيمة القذافي في الوقت الذي أشار فيه إلى أن هدف باريس مازال هو ضرورة تخلي القذافي عن السلطة في نهاية الأمر، «طلبنا أن يتحدث كل منهما مع الآخر. موقف المجلس الوطني الانتقالي المعارض بعيد جدا عن المواقف الأخرى. الآن هناك حاجة للجلوس حول الطاولة». وسئل عما إذا كان ممكنا إجراء محادثات إذا لم يتنح القذافي فقال: «سيكون في غرفة أخرى في قصره وله لقب مختلف». ولكن واشنطن قالت إنها متمسكة بموقفها بشأن ضرورة تنحي القذافي. وتشير هاتان الرسالتان من عضوين بارزين في التحالف الغربي المعارض للقذافي إلى الضغط الذي يواجهه التحالف بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الغارات الجوية التي كلفت مليارات الدولارات ولم تسفر عن النتيجة السريعة التي توقعها مؤيدوها. ويرفض المعارضون حتى الآن إجراء محادثات ما دام القذافي في السلطة، وهو موقف لم يطعن فيه من قبل أحد في القوى الكبرى في الحلف. وفي الوقت الذي لا تلوح فيه نهاية وشيكة للصراع، بدأت تشققات تظهر داخل تحالف حلف شمال الأطلسي. وتشعر بعض الدول الأعضاء بعبء على وضعها المالي الذي يعاني من الركود وتشعر دول كثيرة بإحباط لعدم تحقيق تقدم حاسم. ولكن حتى الدول التي تؤيد التوصل لحل سياسي لم تجب عن السؤال المتعلق بكيف يمكن التوصل لاتفاق في الوقت الذي يقول فيه المعارضون وأنصارهم الغربيون إن القذافي لابد أن يتنحي في حين يقول الزعيم الليبي نفسه إن هذا غير مطروح للتفاوض. ومن المرجح أن تظهر التوترات بشأن كيفية المضي قدما في ليبيا، الجمعة المقبل، عندما تجتمع مجموعة الاتصال التي تضم الدول المتحالفة ضد القذافي في إسطنبول في اجتماعها العادي المقبل. من جهة أخرى، صرح سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي معمر القذافي في مقابلة نشرتها صحيفة الخبر الجزائرية، أمس، أن المفاوضات الحقيقية لا تجري مع «الخوارج والمتمردين الذين خرجوا عن ولي الأمر وعلى الملة وإنما مع فرنسا ومع الرئيس نيكولا ساركوزي شخصيا». وأضاف «تلقينا من خلال آخر مبعوث التقى به الرئيس الفرنسي رسالة واضحة من باريس. فقد تكلم ساركوزي بكل صراحة وقال لمبعوثنا إنهم من صنع هذا المجلس ولولا الدعم الفرنسي والأموال والأسلحة لما كان له وجود». وأضاف أن «الفرنسيين أبلغونا رسميا بأنهم يريدون تشكيل حكومة انتقالية في ليبيا، وساركوزي أكد لمبعوث ليبي أن لديهم قائمة تضم رجال فرنسا». وكانت فرنسا أول دولة غربية تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي وأول دولة ترسل أسلحة إلى الثوار الليبيين. وأكد سيف الإسلام أن الجماعات القوية في بنغازي هي الجماعات الإسلامية، موضحا أن حوارا بدأ معها بوساطة مصرية في القاهرة لكن الفرنسيين منعوا «جماعة بنغازي» من مواصلتها وهددوا بوقف الدعم لهم. «ساركوزي أشار إلى أن الكلام يكون معه وليس مع هذه الجماعة». ونفت فرنسا إجراء أي محادثات مباشرة مع حكومة القذافي، ولكن قالت إنها أبلغت حكومة طرابلس بضرورة تخلي القذافي عن السلطة من أجل التوصل لحل سياسي لأزمة البلاد.. وذلك في رد على تصريحات سيف الإسلام القذافي .