نفت فرنسا الأثنين اجراء محادثات مباشرة مع حكومة الزعيم الليبي معمر القذافي ولكن قالت انها أبلغت حكومة طرابلس بضرورة تخلي القذافي عن السلطة من أجل التوصل لحل سياسي لازمة البلاد. وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية في افادة صحفية عبر الانترنت: تريد فرنسا حلا سياسيا كما قلنا دوما.. ليست هناك أي مفاوضات مباشرة بين فرنسا ونظام القذافي ولكننا نمرر رسائل عبر المجلس الوطني الانتقالي المعارض وحلفائنا. وأكدت الولاياتالمتحدة أنها لا تزال تعتقد اعتقادا راسخا بضرورة أن يتخلى معمر القذافي عن السلطة في ليبيا. وجاء الموقف الأمريكي بعد إعلان وزير الدفاع الفرنسي تأييده لتسوية بين القذافي والمعارضة المسلحة في ليبيا. وقالت الخارجية الأمريكية: «اعتقادنا لا يزال راسخا بأنه لا يمكن للقذافي أن يبقى في السلطة». وأكدت واشنطن أنها ستواصل جهودها في إطار التحالف بقيادة حلف شمال الأطلسي «ناتو» لفرض منطقة الحظر الجوي وحماية المدنيين المعرضين لخطر الهجوم في ليبيا. وكان جيرار لونجيه وزير الدفاع الفرنسي قال في تصريحات تلفزيونية إنه حان وقت تفاوض من وصفهم بالمتمردين في ليبيا مع حكومة القذافي. وقالت وكالة رويترز إن الوزير الفرنسي ألمح إلى تنامي نفاد الصبر إزاء سير الصراع في ليبيا. وأشار لونجيه إلى أنه لا يجب أن ينتظر «المتمردون» حتى يهزم القذافي. وفي باريس يناقش البرلمان الفرنسي اليوم استمرار مشاركة فرنسا في عملية الناتو العسكرية في ليبيا. وينص الدستور الفرنسي على أن اي عملية عسكرية تقرر الحكومة المشاركة فيها ينبغي ان تخضع لنقاش يرفق بتصويت اذا لم تنته بعد اربعة اشهر من بدايتها. واشار وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه الى ان الوقت قد حان كي يتفاوض المعارضون الليبيون مع حكومة الزعيم الليبي معمر القذافي مشيرا الى تزايد نفاد الصبر ازاء التقدم في الصراع. وقال سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي في مقابلة نشرت الأثنين في صحيفة جزائرية ان ادارة والده تجري محادثات مع الحكومة الفرنسية. وقال لونجيه انه يجب على المعارضين عدم انتظار هزيمة القذافي في الوقت الذي اشار فيه الى ان هدف باريس مازال هو ضرورة تخلي القذافي عن السلطة في نهاية الامر. وأضافت ان الولاياتالمتحدة ستواصل الجهود في اطار ائتلاف حلف شمال الاطلسي لحماية المدنيين من الهجمات وقالت انها تعتقد ان التحالف يساعد في تعزيز الضغط على القذافي ولكن واشنطن قالت انها متمسكة بموقفها بشأن ضرورة تنحي القذافي. وتشير هاتان الرسالتان من عضوين بارزين في التحالف الغربي المعارض للقذافي الى الضغط الذي يواجهه التحالف بعد اكثر من ثلاثة اشهر من الغارات الجوية التي كلفت مليارات الدولارات ولم تسفر عن النتيجة السريعة التي توقعها مؤيدوها. ويرفض المعارضون حتى الان اجراء محادثات ما دام القذافي في السلطة وهو موقف لم يطعن فيه من قبل احد في القوى الكبرى في حلف شمال الاطلسي. وقالت وزارة الخارجية الامريكية في رد خط على سؤال ان الشعب الليبي هو الذي سيقرر كيف يحدث هذا الانتقال.. ولكننا متمسكون بشدة باعتقادنا بأن القذافي لا يمكن أن يبقى في السلطة. واضافت ان الولاياتالمتحدة ستواصل الجهود في اطار ائتلاف حلف شمال الاطلسي لحماية المدنيين من الهجمات وقالت انها تعتقد ان التحالف يساعد في تعزيز الضغط على القذافي. ونقلت صحيفة الخبر الجزائرية عن سيف الاسلام قوله خلال مقابلة معه في طرابلس ان الحقيقة ان ادارة القذافي تجري محادثات مع فرنسا وليس مع المعارضين. واردف قائلا ان مبعوث القذافي الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قال ان ساركوزي كان واضحا جدا وابلغه انهم هم الذين انشأوا المجلس الوطني الانتقالي الليبي وانه بدون دعمهم واموالهم واسلحتهم لم يكن هذا المجلس سيتواجد اصلا. ونقلت الصحيفة عن سيف الاسلام قوله ان فرنسا قالت انه عند التوصل لاتفاق مع طرابلس ستجبر المجلس الوطني الانتقالي الليبي على وقف اطلاق النار.