اشترط وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه انتهاء العمليات العسكرية التي يقودها حلف شمال الأطلسي "الناتو" في ليبيا لإجراء مفاوضات بين قوات الزعيم الليبي معمر القذافي والمعارضة. وقال لونجيه لوسائل إعلام فرنسية "نحن نطالبهم بالتحدث مع بعضهم". وأضاف "يجب الجلوس الآن حول طاولة (المفاوضات)، وسوف نتوقف عن القصف ما أن يتحدث الليبيون فيما بينهم... وهم قادرون على ذلك لأن لدينا الإثبات بأن ما من حل بالقوة". ورداً على سؤال عما إذا كانت العمليات ستتوقف حتى إذا لم يغادر القذافي، قال لونجيه "سيكون في غرفة أخرى في قصره، ولديه لقب آخر"، مذكراً بأن جزءاً من الشعب الليبي وليس كله يطالب بمغادرة القذافي. وأشار إلى انه لا بد أولاً من التوصل إلى وقف لإطلاق النار يكون "تحت سيطرة الأممالمتحدة"، والالتزام بعدها في مفاوضات شاملة،معترفاً بأن "الصعوبة اليوم هي في معرفة كيف يتم تحفيز إبعاد القذافي عن أية مسؤولية سياسية وعسكرية". وذكر لونجيه ان العمليات العسكرية ضد ليبيا كلفت 27 مليون يورو على شكل رواتب وحوالي 70 مليون دولار هي قيمة الذخائر المستخدمة "أي ليس أكثر بكثير من ال100 مليون يورو أو ما يعادل 15% من الموازنة السنوية المخصصة للعمليات الخارجية". وقال أمين عام "الناتو" أندرس فوغ راسموسن مؤخراً ان الحلف لن ينهي عمليته في ليبيا قبل تطبيق القرار 1973، مجدداً نفي أي خطط لتنفيذ عملية برية هناك. في السياق ذاته صرح سيف الاسلام القذافي في مقابلة نشرت الاثنين ان المفاوضات الحقيقية لا تجري مع الثوار وانما مع فرنسا ومع الرئيس نيكولا ساركوزي شخصيا. وقال سيف الاسلام في المقابلة التي نشرتها صحيفة الخبر الجزائرية "الحقيقة هي اننا نجري المفاوضات الحقيقية مع فرنسا وليس مع الخوارج والمتمردين ". واضاف "تلقينا من خلال آخر مبعوث التقى به الرئيس الفرنسي (نيكولا ساركوزي) رسالة واضحة من باريس. فقد تكلم الرئيس الفرنسي بكل صراحة وقال لمبعوثنا +نحن من صنع هذا المجلس ولولا الدعم الفرنسي والأموال والأسلحة لما كان له وجود+". وقال سيف الاسلام القذافي ان "نيكولا ساركوزي شدد على ان الكلام يكون معه وليس مع جماعة بنغازي" معقل الثوار الليبيين. واضاف ان "الفرنسيين ابلغونا رسميا بانهم يريدون تشكيل حكومة انتقالية في ليبيا وتشكلها فرنسا طبعا، وساركوزي قال لمبعوث ليبي: انا لدي قائمة وهؤلاء هم رجال فرنسا". واضاف ان الهدف الذي يطمح اليه ساركوزي هو "انهاء الوضع في ليبيا قبل 14 تموز-يوليو اي قبل العيد الوطني الفرنسي" وارجع نجل معمر القذافي سبب النزاع إلى ان "ليبيا لم تلتزم بوعودها تجاه فرنسا فيما يخص (شراء) طائرات رافال وموضوع المفاعل النووي بحيث اننا تأخرنا في شراء هذه الامور او تلكأنا". وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو قال ان فرنسا تقوم بتمرير "رسائل" الى نظام الزعيم الليبي معمر القذافي نافيا أن تكون هناك مفاوضات مباشرة مع القذافي.