طالبت معلمة متقاعدة «حقوق الإنسان» و «الشؤون الاجتماعية» بالتدخل العاجل لحماية بناتها من والدهن المدمن الذي حول حياتهن إلى عذاب، مشيرة إلى أنها سبق أن أبلغت «الحماية الاجتماعية» بتصرفاته اللامسؤولة التي تتنافى مع كونه والدا، لكنها اكتفت بالشخوص إلى المنزل وكتابة تقرير عن الحالة في رمضان الماضي دون أن يسفر عن شيء، على الرغم من الصورة القاتمة التي كشفها. وقالت السيدة «ف. ع» وهي في العقد الخامس ل«شمس» إنها عانت كثيرا لعقدين من الزمن مع والد بناتها قبل أن تحصل منه على الطلاق بعد أن أنهال عليها ضربا مبرحا في أحد الأيام حتى نقلت إلى المستشفى بعد أن حاولت منعه من ممارسة سلوكياته الغريبة وعنفه مع بناته اللاتي حرمهن من إكمال تعليمهن. وأضافت أنه ظل يساومها على راتبها قبل الطلاق حتى يكف عن تصرفاته، حيث خصصت له مبلغا شهريا، فضلا عن قيامها بكل شؤون المنزل حتى بعد طلاقها وكل ذلك لحماية بناتها.«بعد طلاقنا ازداد عنفا وشراسة لدرجة أن إحدى بناتي حاولت الانتحار بتناول جرعات زائدة من دواء عثرت عليه في الثلاجة». من جهة أخرى حصلت «شمس» على تقرير لجنة الحماية الاجتماعية بمحافظة الطائف بعد زيارتها منزل الأسرة وسماع إفادات البنات بواسطة الفريق النسائي الذي حاول الأب منعه من مقابلتهن. وضمت اللجنة مناديب عن شرطة الطائف وتعليم البنين والصحة النفسية وعضو بالفريق التنفيذي للحماية الاجتماعية. وأوضح التقرير المؤرخ في 29/9/1431ه أن الأب كان مرتبكا ومنفعلا بشكل واضح مع ارتعاش في أطرافه فيما كان العرق يتصبب منه، كما أشار إلى أن ابنه الصغير بدت عليه آثار الخوف والهلع أثناء حديثه حيث كان يتلعثم في الكلام ونظراته تتجه إلى والده. كما كشف الفريق النسائي عن تدهور نفسيات الفتيات مع وجود كدمات شديدة في ساقي البنت الكبرى «25 عاما» أما الوسطى والصغرى فلوحظ عليهن الوهن والعجز الجسدي، مشيرا إلى أن البنت الكبرى ذكرت أن والدهن يعاملهن وكأنهن ليس من صلبه، إضافة إلى عنفه وتلفظه أمامهن بألفاظ بذيئة وحبسهن منذ طلاق والدتهن وعدم السماح لأحد بزيارتهن، بالإضافة إلى تجويعهن.