أكد الناطق الإعلامي للشؤون الاجتماعية بمنطقة عسير، علي الأسمري، ل"سبق" أنه تم نقل "معنفة الحفاير" إلى دار الحماية الاجتماعية بمنطقة عسير، التي تم تجهيزها مؤخراً بالمتطلبات كافة للحياة الكريمة، مبيناً أنه سيجري تأمين متطلبات الإيواء كافة إلى حين تلقي توجيهات أخرى من الجهات المختصة التي وجَّهت بنقلها. وبيّن عضو هيئة حقوق الإنسان المشرف العام على فرع الهيئة بالمنطقة، الدكتور هادي اليامي، أن فريق عمل من الهيئة زار موقع الحماية للتأكد من جاهزية الموقع لاستقبال المعنفات، وتوفير البيئة المناسبة لهن، واستكمال النواقص كافة.
وقد تابعت "سبق" قضية "معنفة الحفاير" لتستكمل سلسلة جديدة من العنف، بدأت في مدينة الرياض بزواج الأب، وإنجابه سبع بنات وثلاثة من الأبناء.
وبسؤال "سبق" لوالدة المعنفة قالت إنها سمعت بقضية ابنتها، مبينة أنها طلبت الطلاق من زوجها منذ عشر سنوات بعد معاناة وصبر وتحمُّل لأكثر من 30 سنة، على أمل أن تتحسن الأوضاع، ولكن دون جدوى، مضيفة "منذ أن تزوجته وهو يذيقني ويلات العذاب أنا وبناتي. عشت معه حياة صعبة؛ فهو إنسان يعتبر البنات عاراً".
وتابعت: "حكايتي معه مأساوية؛ فقد عشت ويلات الضرب والحبس والتعذيب، ولم أترك وسيلة للشكوى للأهل والأقارب ولمراكز الشرطة إلا واستخدمتها، وطرقت جميع الأبواب لحمايتي وحماية بناتي من الظلم دون جدوى، وقد اعتدت على ضربه لي وإساءاته وإهاناته، وكان يطردني في أوقات متأخرة من الليل إلى الشارع، ويحبسني أياماً طويلة في غرفة، ويمنعني من دخول دورة المياه، إضافة إلى ضربه المبرح للبنات، وحبسه لهن في دورات المياه، وفي شبك مع الأغنام".
وواصلت قصتها قائلة: "عشت ظروفاً صعبة وقاسية، وعاشت بناتي ويلات العذاب، وقضية العنف موجودة في شرطة النظيم بالرياض، وقد تقدمنا بالكثير من الشكاوى إلى الحماية الاجتماعية بالرياض، وأدخلت بناتي الحماية، وفي النهاية يتم إعادتهن لوالدهن".
وذكرت: "والآن لدي ثلاث من بناتي معنفات: إحداهن مع والدها، ولا أعرف عنها شيئاً، ويمارس ضدها أقسى أنواع التعذيب، و(معنفة الحفاير)، وابنة أخرى تعيش عند إحدى القريبات هاربة من عنف زوجها".
وناشدت الأم الجهات المختصة والمعنية بالرياض التدخل لحماية بناتها من ظلم والدهن، والعمل على لَمّ شملها مع بناتها المعنفات، ومعاقبة الزوج على إساءاته، وحماية بناتها من تهديد أخيهم الأكبر بالانتقام؛ كونه يقف في صف والده، مطالبة الجهات المختصة بدراسة متكاملة لوضعها الأسري، وإنصاف بناتها من العنف.