تستعيد امرأة مطلقة من أقاصي ذاكرتها دفقات من الحزن والألم، مطالبة بحضانة أبنائها؛ لأنهم حسب قولها يتعرضون للتحرش من قبل والدهم. وكشفت المرأة (ف. ع) بصوت يعتصره الألم أنها عاشت طيلة 26 عاما مع مطلقها تحت سجن العنف والإهانة على حد وصفها وتجاوز وامتد موج الإساءة بعدها إلى فلذات أكبادها الذين تذوقوا مرارة العيش. وروت المطلقة (تحتفظ الصحيفة باسمها الكامل) ل «عكاظ» أنها منذ أقل من عام تقريبا طلقت من زوجها بعد أن كان يعنفها وأبناءها في جميع الجوانب الحياتية عنفا جسديا ولفظيا وتهديدات بالقتل، وكانت تعيل الأسرة من مرتبها الوظيفي بسبب فصل الأب من عمله، وكانت تخصص له مصروفا شهريا قوامه 2000 ريال. وذكرت بأنه كان يمارس عليهم التجويع المتعمد عن الأكل والشرب، وامتد إلى تحرشه الجنسي بأبنائه في المنزل في منظر كانت عيناها شاهدة عليه. وأضافت بأن ما يقع عليها من مطلقها أمر لا يمكن أن يصدق، وبعد طلاقها بفترة قدمت شكوى للجنة الحماية الاجتماعية في الطائف للوقوف على حال أبنائها وبناتها، ليس لأنها طلقت، بل تستنجد بحال أبنائها خلفها، طالبة منهم حضانة جميع أبنائها الخمسة (ابنان وثلاث فتيات) لخوفها وعدم اطمئنانها من تصرفات مطلقها الجنونية التي كانت آخرها إيقاف المسيرة التعليمية الجامعية لاثنتين من بناته بعد أن قضتا فيها أتراما دراسية ناجحة، كما قام بكف ابنته الثالثة عن إكمال دراسة المرحلة الثانوية، فيما لا يزال أصغر أبنائه في المرحلة الابتدائية ينتظر مصيره كإخوته السابقين على حد قولها. وأضافت بأن ابنها الكبير «ه. ب» (18عاما) ما زال هاربا من عنف والده ومن تهديده الدائم له بقتله وإبلاغ والده الشرطة بأنه عاق، ولم ينه مرحلته الثانوية بسبب سحب والده لملفه الدراسي من مدرسته. من جانبه، أوضح ل «عكاظ» المشرف العام على مدارس شباب الفهد حسن الحجاج بأن الطالب «ه. ب» كان يتلقى التعليم في المدرسة إلا أن والده مع بداية العام الدراسي طلب سحب ملف ابنه على خلفية نقله إلى مدرسة أخرى وتم تسليمه ملف ابنه بناء على طلبه ولي أمره. وطالبت «ف. ع» من الجهات ذات العلاقة «أن يتم التحقيق مع أبنائها وبناتها فيما وقع عليهم من أذى وفي مكان انفرادي بعيدا عن سلطة الأب كي يتسنى للجهات النظر في إنهاء ووضع حد للمعاناة التي حلت بأبنائها على حد قولها كما طالبت بإيضاح الزيارة الميدانية التي قامت بها لجنة الحماية الاجتماعية ورفعها للجهات الشرعية ليتم النظر فيها بالحق». وكانت «عكاظ» تحصلت على صورة لتقرير الزيارة الميدانية للجنة الحماية الاجتماعية لمتابعة حالة الأبناء والبنات والوقوف على حالهم في منزل والدهم، والتي كانت مكونة من عدة مندوبين وأعضاء من عدة جهات (شرطة الطائف، تعليم البنين، الصحة، وفريق نسائي برئاسة مديرة مركز التأهيل الشامل للإناث)، والذي كشف لهم حجم المعاناة عند لقائهم بالفتيات، حيث نص التقرير على تحرش والدهن لهن ولأصغر إخوتهن وتعنيفهن حسب أقوال الفتيات، حيث استدعت اللجنة فيما بعد لطرح توصيات مقترحة تتضمن رفع القضية كافة لجهة الاختصاص للنظر فيما تدعيه الفتيات ووالدتهن على والدهن، لكون ما يدعينه يعتبر جنائيا، كما أوصت اللجنة بإخضاع الفتيات للتأهيل الاجتماعي والنفسي والمتابعة من قبل فريق الحماية. وكانت من بين وجهة نظرهم شكوكهم بأن والدهم قد يكون متعاطيا للمسكر أو يعاني من مرض نفسي عضال يستوجب علاجه. من جانبه، أوضح ل «عكاظ» رئيس لجنة الحماية الاجتماعية في الطائف حسين العبادي بأنهم رفعوا كافة التقارير إلى الجهة الشرعية للفصل فيها، وهي الجهة المخولة نظاما لحلها.