يستعد جنوب السودان لإعلان انفصاله عن باقي السودان، بعد غد، ليصبح أحدث دولة في العالم. وكشف الأمين العام لحكومة جنوب السودان رئيس اللجنة الفنية للاحتفال بانفصال الجنوب عابدون أقاو جوك أن أكثر من 600 ضيف يتوقع أن يشاركوا في الاحتفالات. وأوضح أن إعلان الانفصال تقرر أن يكون من داخل الميدان الذي يحوي ضريح زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان الراحل جون قرنق، وأنه من المتوقع أن يخاطب الحشد الاحتفالي إلى جانب الرئيس السوداني المشير عمر البشير ورئيس حكومة جنوب السودان الفريق أول سلفا كير، والأمين العام للأمم المتحدة وممثلو الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي وهيئة الإيقاد والجامعة العربية، بجانب رؤساء وفود دولتي الصين وأمريكا. وأشار إلى أن حكومة الجنوب ستبدأ في استقبال الوفود ابتداء من الغد. واستبعد وزير الداخلية السوداني المهندس إبراهيم محمود حامد حدوث أي مشكلات أمنية بشمال السودان عقب الإعلان الرسمي لانفصال الجنوب.. وذلك على غرار ما حدث عشية مقتل جون قرنق عام 2005. «ليست هناك معلومات تفيد بحدوث اضطرابات أو احتمال وقوع مشكلات أمنية في ذلك اليوم. ولكنها عادة الشرطة في المركز والولايات؛ هناك تحسب وتحوط أمني لأي طارئ، وثقتنا كبيرة في أجهزتنا وجربناها في الانتخابات والاستفتاء». وعبر محمود عن أمله في مرور التاسع من يوليو بسلام، وزاد: «هناك لجنة مشتركة تتابع مسألة الترتيبات الأمنية بين الطرفين، ونأمل في علاقات أقوى وأوثق بين الشمال والجنوب عقب الانفصال». ويترأس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وفد المنظمة العالمية الذي سيشارك في مراسم الاحتفال في جوبا عاصمة الدولة الوليدة التي خرجت من رحم عقود من الصراع مع الشمال باستثناء هدنة دامت ستة أعوام بفضل اتفاق سلام شامل أبرم عام 2005. وبدت الأمور وكأن كلا من الخرطوموجوبا تمكنتا من تسوية النزاع في جبال النوبة التابعة لولاية جنوب كردفان، الأسبوع الماضي، لكن بعد الموافقة على إنهاء القتال، لم يوقع أي من الطرفين على اتفاق رسمي، الأمر الذي دفع بان كي مون للإعراب عن شعوره ب«خيبة الأمل» عشية الانفصال. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة الأطراف المتناحرة لتسوية النزاع عبر الحوار ووقف المشاحنات على الفور، وضمان حماية المدنيين وتوفير الدعم اللازم لتوصيل المساعدات الإنسانية للمحتاجين. وبالنسبة إلى جنوب السودان، فإن العمل وفق مقتضيات اتفاق السلام 2005 ينتهي بعد غد. كما ستنتهي مهمة عشرة آلاف جندي من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في السودان التي كانت تراقب تنفيذ الاتفاق. وكان مواطنو جنوب السودان صوتوا في يناير الماضي لصالح الانفصال عن الشمال بأغلبية ساحقة. ويخطط مجلس الأمن الذي يترأسه السفير الألماني بيتر فيتنج، للتصويت هذا الأسبوع على مشروع قرار يهدف لتوجيه مهمة أممية جديدة لجوبا. وقبيل أيام من انتهاء مهمة المنظمة الدولية في السودان، قال منسق الأممالمتحدة الإقليمي لشؤون جنوب السودان ديفيد جريسلي إن البعثة حققت إنجازات مهمة. «جهود زملائي حققت مساهمة كبيرة في الحفاظ على السلام والاستقرار الشامل خلال الأعوام الستة الأخيرة، التي أوصلتنا إلى حيث نحن اليوم، فالعد التنازلي لانفصال جنوب السودان يدخل مرحلته النهائية». واستشهد جريسلي بوساطة البعثة في نزاعات الشمال مع الجنوب، بما في ذلك فك الاشتباك بين الجيشين، وتدريب عشرات الآلاف من ضباط الشرطة في الجنوب والمساعدات الانتخابية في الاستفتاء الذي أجري في يناير الماضي. لقد شرد الصراع بين الشمال والجنوب أناسا كثيرين من الطرفين. وقالت المفوضة السامية لشؤون اللاجئين إن قرابة مليونين من أهل الجنوب يعيشون في الشمال، غير أن نحو 300 ألف منهم عادوا، منذ يناير