رفض عسكري بارز من جانب المعارضة اليمنية مقترحا جديدا من شأنه أن يسمح للرئيس علي عبدالله صالح البقاء في السلطة حتى الاتفاق على رئيس جديد، ودعا إلى تطبيق المبادرة الخليجية والضغط على الرئيس، الذي يعالج في السعودية، للتنحي. وقال قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية قائد الفرقة المدرعة الأولى اللواء علي محسن صالح الأحمر، الذي انضم إلى جانب المعارضة، في مقابلة حصرية مع شبكة «سي إن إن» الأمريكية، أمس: «عامة الشعب في اليمن يطالبون بنقل السلطة إلى نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي». وأوضح الأحمر أن الشعب اليمني يريد التنفيذ الكامل لمبادرة دول مجلس التعاون الخليجي، التي تنص على تنحي صالح وإجراء انتخابات لتشكيل حكومة جديدة. وذكر أن كافة الأطراف تتفق على هادي لرئاسة الفترة الانتقالية قبيل انتخاب حكومة جديدة. ودعا أمريكا والاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي للضغط على صالح للرحيل خاصة بعد أن رفض التوقيع على المبادرة قبل محاولة اغتياله، الثالث من يونيو الماضي. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية لائحة بأسماء 59 شخصا ممن وصفتهم ب«المتعاونين مع خلايا القاعدة» ومتهمين بقطع الطرقات والتصدي للدوريات الأمنية والاعتداء على المواقع العسكرية في منطقة أرحب بمحافظة صنعاء. وقال مصدر بالوزارة في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية، أمس، إن الوزارة أدرجت أسماء تلك العناصر التي تسببت في قتل العديد من الجنود والمواطنين في القائمة السوداء، وتعميم أسمائهم في جميع المنافذ، ووجهت كافة الأجهزة الأمنية بالقبض على تلك العناصر. وأضاف المصدر أن الوزارة رصدت مكافأة مالية قيمتها ثلاثة ملايين ريال يمني لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على أي من المشمولين بالقائمة. وأكد وزير الدفاع اليمني محمد ناصر أحمد أن الظرف الخطير الذي تعيشه البلاد حاليا يتطلب وقوف كل القوى السياسية والعسكرية والأمنية لمواجهته، لافتا إلى أن الأوضاع التي تعيشها محافظات عدن وأبين ولحج دخلت مرحلة المواجهة مع العناصر الإرهابية المسلحة لتنظيم القاعدة. ونقلت مصادر صحفية تفاصيل اللقاء الذي عقده الوزير مع ضباط عسكريين متقاعدين في تلك المحافظات حيث دعاهم إلى مواجهة عناصر الإرهاب وتطهير محافظة أبين منهم. وفي تطور آخر، أكد الأمين العام المساعد للحزب الحاكم أحمد عبيد بن دغر أن الأزمة السياسية في بلاده، والتي بدأت منذ خمسة أشهر، قد قاربت على نهايتها. وفيما لم يعط تفاصيل أكثر عن المسوغات أو الكيفية التي ستضع حدا للأزمة اليمنية الراهنة، إلا أنه أشار إلى أن القوى المعادية المتآمرة - بحسب وصفه - قد جربت كل الأسلحة «بالمال والإعلام والدسائس والفتن والوقيعة بين أبناء الشعب اليمني، واستخدمت كل وسيلة للإضرار بحياة الناس وأمنهم ومعيشتهم، بما في ذلك قطع الطرقات ومنع البترول والغاز والكهرباء عن المدن ظنا منهم أن ذلك سيدفع الناس إلى الفوضى والحرب الأهلية وسيؤدي إلى سقوط النظام فخابت آمالهم». وأكد ابن دغر في مؤتمر للحزب بعدن أن محاولة اغتيال الرئيس صالح، مطلع يونيو الماضي، كانت عملية انقلابية أسقطت كل الاعتبارات السياسية والدينية وتجاوزت كل الخطوط الحمراء لكنها فشلت. إلى ذلك وصف الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر الحاكم طارق الشامي محاولة المعارضة تشكيل مجلس انتقالي بأنه عمل استفزازي انقلابي مرفوض. وقال إن أية محاولة للمعارضة للقيام بعملية انقلاب سياسية عسكرية ضد السلطة التشريعية ستواجه بالرفض، ودعا المعارضة إلى الجلوس والحوار لحل الأزمة، موضحا أن ما تقوم به أحزاب اللقاء المشترك ما هو إلا انقلاب على السلطة. ويأتي ذلك فيما تواصل أحزاب اللقاء المشترك مناقشة مشروع مجلس انتقالي يتولى إدارة شؤون اليمن خلال الفترة المقبلة