في فترات قريبة ومتباعدة، عندما كان البعض ينتقد المهاجم ياسر القحطاني ويشدد على هبوط مستواه وغيابه عن التهديف بشكل متسارع ومتواصل، كان المعسكر الأزرق يخرج ليشكك ويطعن في مثل هذا النقد، ويصور للجمهور الهلالي أن هؤلاء مجرد متعصبين ومحاربين، يستغلون تذبذب مستواه للقضاء عليه، لكن في النهاية، هم من سربوا خبر انتقال اللاعب مع أسامة هوساوي قبل شهر تقريبا، ليمهدوا للجمهور الخبر ويقللوا من صدمتهم. اللافت للنظر، أن هناك تركيزا متواصلا في طرحهم الأخير على مستوى ياسر الهابط فنيا والذي تنبهوا له فجأة، ويبقى الفرق أنه عندما كان البعض حتى فترات قريبة يتحدث عن هبوط مستويات المهاجمين السعوديين ومنهم ياسر، كانوا يتحدثون بصدق خالص، لكن لم يكونوا مثل النقد المتعسكر في خندق وفكر واحد، الذي يتحدث عن ياسر القادسية وياسر الهلال، فهم يريدون تسديد أكبر كم ممكن من السهام لمحبي هذا اللاعب، حتى يصدق البعض أن سبب رحيله هو هبوط مستواه الفني فقط، بينما الواقع يقول إن هذا الانتقال هو عربون لسداد باقي مستحقات اللاعب الذي أصر عليها في الفترة الأخيرة وكان ممن وصفوا بالمتخاذلين بعد ثلاثية الاتحاد في كأس الأبطال. أسامة الذي يصر على مطالبه بالاحتراف في الدوري الهولندي، خصوصا أنه بدأ يشعر بسرعة هبوط مستواه، فهو لا يلام لأن جميع عناصر خط الدفاع في الدوري السعودي يعانون هبوطا فنيا، ولعل المجاورين لأسامة في الهلال أثروا فيه كثيرا وحملوه كل مشكلات خط الدفاع والخروج الآسيوي، مطالب أسامة مشروعة وهو الذي يحس بالخيبة بعدما وعدوه بمقابل مجزٍ عند انتقاله للهلال ورفضه لعرض الاتحاد، آمل أن يخيب ظني ويتركوه يرحل دون تشويه مسيرته والطعن في منجزاته. أتمنى أن يتركوا ياسر يرحل ليعوض ما تبقى من عقده ويعيد مستواه وحاسته التهديفية، وأن يضمنوا لأسامة تحقيق رغبته دون تعطيل مسيرته بناء على الفكر القديم، والذي يحتكر اللاعب في مسار واحد لا يستطيع الفكاك منه حتى يخسر الكثير من سمعته الفنية وبعض حقوقه ومستحقاته، ليغادر وهو مكسور نفسيا.